دخل مكة فبايعه أهلها لعبد الملك ، وأمر بكنس المسجد الحرام من الحجارة والدم ، وهدم الكعبة فى المحرم سنة أربعة وسبعين وأعادها إلينا الأول وأخرج الحجر منها وكان عبد الملك يقول : كذب ابن الزبير فيما رواه عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى أمر الحجر وأنه من البيت فلما قال له : غير ابن الزبير أن عائشة ـ رضى الله عنها ـ روت ذلك عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : وددت أنى وما تحمل والكعبة فى وقتنا هذا على بنائها الذى أعاده الحجاج بن يوسف قال : ثم سار الحجاج إلى المدينة فى سنة أربع وسبعين وكان عبد الملك قد عزل طارق عنها واستعمل عليها الحجاج قصار معه مكة والمدينة واليمن واليمامة ، فلما قدم المدينة أقام بها شهرا أو شهرين فأسبى إلى أهلها واستخف بهم وقال : أنتم قتلة أمير المؤمنين عثمان أيدى جماعة من الصحابة بالرصاص استخفافا بهم كما يفعل بأهل الذمة منهم جابر بن عبد الله وأنس بن مالك وسهل بن سعد. ثم عاد إلى مكة معتمرا وقال حين خرج من المدينة الحمد لله الذى أخرجنى من أم نتن أهلها أخبث أهل بلد ، وأغشه لأمير المؤمنين ، وأحسدهم له على نعمة الله ، لو لا ما كانت تأتينى كتب أمير المؤمنين فيها لجعلتها مثل جوف الحمار أعواد يعوذون بها ورقة قد بليت يقولون منبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم فبلغ جابر بن عبد الله قوله فقال : إن وراءه ما قد قال فرعون ما قال فأخذه الله بعد أن أنظره وأقام الحجاج بالحجاز إلى إنقله عبد الملك إلى ولاية العراق وذلك فى سنة خمس وسبعين خاتمه. وذكر أن أثناء القصة أمور منها أن ذا القرنين قدم مكة والخليل وابنه إسماعيل صلىاللهعليهوسلم يبنيان البيت. فقال : ما هذا؟. فقالا نحن عبدان أمرنا بالبناء فطلب منهما البرهان على ذلك ، فشهدت بذلك خمسة أكبش ، فقال : قد رضيت وسلمت ثم مضى ونقل الفاكهى أن الخليل عليهالسلام حفر زمزم بعد إخراج جبريل مائها لإسماعيل ثم غلبه عليهما ذو القرنين. وقال الفاسى : هذا غريب وقد تعرض العلماء لذكر ذى القرنين فوقع الفصل بين أجزاء القصة ومنها تعجيل العقوبة لمن قصده بسوء كقصة تبع وأصحاب الفيل حين قصدوا تخريبه ثم ذكروا فى أثناء القصة خبرهما فطال الفصل بذلك فأحيت تأخير الكلام على جميع ذلك غير متفرق فنقول : أما ذو القرنين فإن المسمى به اثنان والذى اجتمع بالخليل