ذا القرنين فقال : مه ما كفاكم أن تسموا بأسماء الأنبياء حتى تسموا بأسماء الملائكة ، وفى حديث غريب من الوجه الذى أورده ابن عساكر أنه صلىاللهعليهوسلم قال : لا أدرى ذو القرنين كان نبيا أو لا. وأقول ما ذكره السيوطى فى الإتقان وابن العماد فى منظومته : من أن المذكور فى القرآن هو ذو القرنين الأصغر المسمى باسكندر ، وأنه وقع الخلاف فى نبوته فقد قد مالك عن الحافظ بن حجر : رده حيث قال فى شرح البخارى نقلا عن الفخر الرازى ، كان ذو القرنين نبيا ، وكان الإسكندر كافرا بلا شك وشبهة من قال إن ذا القرنين هو الإسكندر ، ما رواه ابن جرير بإسناد فيه ابن لهيعة أن رجلا سأل النبى صلىاللهعليهوسلم عن ذى القرنين ، فقال : كان من الروم فأعطى ملكا ، فسار إلى مصر وبنى الأسكندرية ، فلما فرغ أتاه ملك فعرج به فقال انظر ما تحتك فقال أرى مدينة واحدة قال تلك الأرض كلها وإنما أراد الله أن يريك ، وقد جعل لك فى الأرض سلطانا فسر فيها وعلم الجاهل وثبت العالم وهذا لوصحّ لرفع الخلاف. ولكنه ضعيف ثم قال : والحق أن الذى قص الله بنأة فى القرآن هو المتقدم والفرق بينهما أوجه إحداها ترجمة البخارى لذى القرنين قبل ترجمة إبراهيم فإن فى ذلك توهينا لقول من زعم أنه الاسكندر اليونانى لأن الاسكندر كان قريبا من زمن عيسى ، وبين إبراهيم وعيسى أكثر من ألفى سنة ، والذى يظهر أن الإسكندر المتأخر لقب بذى القرنين تشبيها بالمتقدم لسعة ملكه ، وغلبته على البلاد الكثيرة أو لأنه غلب على الفرس ونقل ملكهم انتظم له ملك المملكتين الواسعتين الروم والفرس فلقب ذو القرنين ، لذلك قال : والحق أن الذى قص الله علينا نبأه فى القرآن هو المتقدم ، والفرق بينهما وجوه إحداها ما تقدم والذى يدل على تقدم ذى القرنين ما رواه الفاكهى عن عبيد بن عمر أحد كبار التابعين ـ رحمهالله تعالى ـ أن ذا القرنين حج ماشيا فسمع إبراهيم صلىاللهعليهوسلم فتلقاه وذكر ابن هشام فى التيجان أن إبراهيم تحاكم إلى ذى القرنين فى شئ فحكم له ، وقد اختلف فى نبوته ، فقيل كان نبيا وبه جزم جماعة قال الحافظ : وعليه ظاهر القرآن وذكر وهب فى المبدأ أنه كان عبدا صالحا وأن الله تعالى بعثه إلى أربع أمم اثنتين منها طول الأرض واثنتين منها