عرض الأرض فذكر قصة طويلة وعن على أنه لم يكن نبيا ولا ملكا ولكن كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه الله ، ونصح الله فأنصحه بعثه الله إلى قومه فضربوه على قرنه ضربة مات فيها ، ثم بعثه الله فسمى ذو القرنين ، قال الحافظ : وفيه إشكال لأن قوله لم يكن نبيا يغاير قوله بعثه الله تعالى إلى قومه إلا أن يحمل البعث على غير رسالة النبوة والأكثر أنه كان من الملوك الصالحين ثم قال إن ذا القرنين الأول كان من العرب وأما الإسكندر فهو من اليونان والعرب كلها ولد سام بن نوح بالاتفاق وإن وقع الخلاف هل هم كلهم بنو إسماعيل أو لا واليونان من ولد يافث بن نوح على الراجح ما افترقا كذا قال : وقد تقدم أبو السعود فى تفسيره للكلام على ذى القرنين بنحو ما تقدم قلت والعجب من الحافظ السيوطى مع سعة إطلاعه وتأخره عن الحافظ كيف سلك ما سلكه من أن المذكور فى القرآن هو ذا القرنين المسمى بإسكندر وقع أن المسمى بإسكندر كافر وليس هو المذكور فى القرآن ، والذى قص القرآن هو ذو القرنين الأكبر ، وهو مؤمن وقع فى نبوته خلاف وعربى وكذا. والعجب من ابن العماد حيث سلك فى منظومته ما ذكره السيوطى وصرح فيها بأن ذو القرنين الأصغر هو الذى ذكر فى القرآن وأنه رومى وأن جده السابع العيصى وأن الثعلبى قال : أنه الذى تسمى بأسكندر وأن فى نبوته خلاف مع رد الحافظ لذلك كله فتأمل هذا واعلم أنه قال المفسرون ملك الدنيا أربعة مؤمنان وكافران. أما المؤمنان فذو القرنين وسليمان بن داود صلىاللهعليهوسلم وأما الكافران فالنمرود وبخت نصر قال القرطبى وسيملئ الدنيا فى هذه الأمة خامس وهو المهدى لقوله تعالى ليظهره على الدين كله. انتهى. وزاد بعضهم سادسا وهو عيسى عليهالسلام كما جاءت به السنة فى غير موضع من الصحيحين ، وغيرهما هذا وقد تقدم أنه عاش ألف سنة وستمائة سنة ولكن ذكر الحافظ أبو الفرج بن الجوزى أنه نقل من خط أبى الوفاء على بن عقيل الحنبلى صاحب الفنون قال : وجدت فى تعاليقه تحقق من أهل العلم أن سبعة مات كل واحد منهم وله ستة وثلاثون سنة فعجبت من قصر أعمارهم مع بلوغ كل أحد منهم الغاية فيما كان فيه ، وانتهى إليه فمنهم الإسكندر ذو القرنين وأبو مسلم صاحب الدولة