نرى فلما أدخل رأسه همزه البيت فوجدوا رأسه فى البيت وأسته خارجه ص ١٦٠ فألقوه للكلاب وروى الجندى عن طاووس قال : أن أهل الجاهلية لم يكونوا يصيبون فى الحرم شيئا إلا عمل لهم ويوشك أن يرجع إلى ذلك والأحاديث والآثار فى تعظيم حرمة البيت أكثر من أن تحصى. وروى الأزرقى عن حويطب بن عبد العزى قال كنا جلوسا الكعبة فى الجاهلية فجاءت إمرأة إلى البيت تعود به من زوجها فجاء زوجها فمد يده إليها فمست يده فلقد رأيته فى الإسلام وأنه شل وروى الأزرقى عن بن جريج قال الحطيم : ما بين الركن والمقام وزمزم والحجر وكان إساف ونائلة رجل وامرأة دخلا الكعبة فقبلها فيها فمسخا حجرين فأخرجا من الكعبة ، فنصب أحدهما فى مكان زمزم ، ونصب الآخر فى وجه الكعبة يعتريهما الناس ويزجرون عن مثل ما ارتكبا فسمى هذا الموضع بالحطيم ، لأن الناس كانوا يحطون هنالك بالإيمان وتستجاب فيه الدعاء على الظالم للمظلوم فقل من دعى هنالك علي ظالم إلا هلك ، وقل من حلف هنالك إثما إلا عجلت عليه العقوبة وكان ذلك لحجز بين الناس عن الظلم ، ويتهيب الناس الإيمان هنالك فلم يزل ذلك كذلك حتى جاء الله تعالى بالإسلام فأخر الله تعالى ذلك لما أراد إلى يوم القيامة وأما هدم ذى السويقتين للكعبة وأخذه كنزها وما فيها من الآلات الذى أخبر به صلىاللهعليهوسلم فلا يرد ولا يعارض قوله تعالى (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً) لأن تخريب الكعبة على يدى هذا الحبشى إنما يكون عند خراب الدنيا ولعل هذا الوقت لا يبقى فيه إلا شرار الناس فيكون حرما آمنا مع بقاء الدين وأهله كذا أفاده العلقمى فى حواشى الجامع الصغير وذكر أيضا أنه عند المائة الثالثة كانت فتنة القرامطة فى كثير من البلاد ثم انهم دخلوا مكة وقتلوا الحجيج فى المسجد الحرام قتلا ذريعا وطرحوا القتلى فى بئر زمزم وضربوا الحجر الأسود بديوش فكسروه ثم اقتلعوه وأخذوه إلى بلادهم وبقى عندهم أكثر من عشرين سنة حتى اشترى منهم بعد ذلك بثلاثين ألف دينار وأعيد إلى محله قال العلماء ولما أيست القرامطة من تحويل الحاج إلى هجر وردوا الحجر إلى مكانه وفد شنبر بن حسن القرمطى إلى مكة فى يوم النحر يوم الثلاثاء عاشر ذى الحجة سنة تسع وثلاثين وثلثمائة ومعه