الحجر الأسود فلما صار بفناء الكعبة حضر معه مكة يومئذ أبو جعفر محمد بن جعفر بن عبد العزيز العباسى فأحضر سفطا أخرج منه الحجر الأسود وعليه ضباب من فضة فى طوله وعرضه ، لضبط شقوقات حدثت فيه بعد قلعه وأحضر معه جصا به ، فوضع حسن بن المزوق البناء الحجر فى مكانه الذى قلع فيه وقيل بل ، وضعه شنبر بيده وقال : أخذناه بقدرة الله تعالى وأعدناه بمشيئة الله تعالى ، وقد أخذناه بأمر ورددناه بأمر نظر الناس إلى الحجر فقبلوه واستلموه وحمدوا الله تعالى وحضر ذلك محمد بن نافع الخزاعى ونظر إلى الحجر الأسود وتأمله وإذا السواد فى رأسه دون أسفله وسائره أبيض وحضر معهم تلك السنة محمد بن عبد الملك بن صفوان الأندلسى وشهدوا الحجر الأسود إلى مكة وكان حمل على قعود هذيل فسمن وكان لما مضوا به مات تحت أربعون جملا وكان مدة استمراره عند القرامطة اثنتين وعشرين سينة إلا أربعة أيام ، ثم أمروا صانعين فصنعوا له طوقا من فضة وزنه ثلاثة آلاف وسبعة وثلاثون درهم نطوقوا به الحجر الأسود وشدا عليه به ، وأحكما نباءه فى محله كما كان ذلك قديما وكما هو الآن أيضا كذلك ، وكان قلع الحجر الأسود فى أيام المقندر. انتهى تنبه مرافقا أمران لا يخلوان عن إشكال وهما النور الذى فى جبهة عبد المطلب والذى فى صلبه وأن ذلك نور محمد صلىاللهعليهوسلم مع أن الأشهر أن ولادتة كانت بعد الفيل لخمسين يوما وكل ذلك جرى وهو صلىاللهعليهوسلم حمل قريب وضعه وسبب إشكال هذين اعلم أن نوره صلىاللهعليهوسلم كان ينتقل من أصلاب الآباء وأرحام الأمهات بحسب ترتيبهم فى الوجود ، فإذا أوجد واحدا انتقل إليه ما كان فى الذى قبله ، وهكذا ، وقضية هذا المعلوم أن النور كله انتقل إلى آمنة ولم يبق منه شىء فى عبد الله فضلا عن عبد المطلب ويؤيد ذلك ما ذكر عن الكاهنة التى شاهدت ذلك النور فى عبد الله فبذلت له مالا عظيما ليتزوجها لينتقل النور إليها فتراضى عن إجابتها ثم ذهب فواقع آمنة فحملت فانتقل النور إليها ثم جاء لتلك فأبت فقال؟ لم : فقالت : لأن النور الذى كنت أشاهد. فيك انتقل لغيرك فعلم انتقاله لآمنة. وقد يجاب عن ذلك بأن النور إن انتقل كما ذكر لكن الله سبحانه وتعالى أكرم عبد المطلب فأحدث فيه كما يدل على سياق القصة حين احتاج إلى كرامة تخلصه وماله من ذلك الملك وجنده الذين بلغوا من العتو