والله إنى لأبصر المدائن ، وأبصر قصرها الأبيض من مكانى هذا ، ثم قال : بسم الله وضرب ضربة أخرى فقطع بقية الحجر فقال : الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن ، والله أنى لأبصر أبواب صنعاء من مكانى هذا ، وروى البيهقى فى دلائل النبوة عن جابر ـ رضى الله تعالى عنه ـ قال : كنا فى الخندق نحفر الخندق فعرضت فيه كدابة وهى الحبل فقلنا : يا رسول الله إن كدابة قد عرضت فيه فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم رشوا عليها ثم قام رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأتاها وبطنه معصوب بحجر من الجوع ، فأخذ المعول أو المسماة فسمى ثلاثا ، ثم ضرب فعادت كئيبا أهيل. الحديث وروى ابن اسحق والبيهقى فى الدلائل عن سلمان ـ رضى الله عنه ـ قال : ضربت فى ناحية من الخندق تعطف على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو قريب منى فلما رآنى أضرب ورأى شدة المكان على نزل وأخذ المعول من يدى ثم ضرب به ضربة فلمعت تحت المعول برقة ثم ضرب ضربة أخرى فقلت : يا رسول الله بأبى أنت وأمى ما هذا؟ الذى رأيته يلمع تحت المعول وأنت تضرب به فقال قد رأيت ذلك يا سلمان فقلت : نعم فقال : أما الأول فإن الله عزوجل فتح على بابها اليمن ، وأما الثانية فإن الله عزوجل فتح علىّ بها الشام ، والمغرب وأما الثالثة فإن الله عزوجل فتح على بها المشرق ورواه.
موسى بن عقبة فى مغازيه وروى البيهقى فى الدلائل عن عمرو بن عوف المزنى ـ رضى الله عنه ـ قال خط رسول الله صلىاللهعليهوسلم الخندق عام الأحزاب من أجم السمر طرف بن حارثة حتى بلغ المداد ، ثم قطع أربعين ذراعا بين كل عشرة فاختلف المهاجرون والأنصار فى سلمان الفارسى ـ رضى الله عنه ـ وكان رجلا قويا ، فقالت الأنصار : سلمان منا وقالت المهاجرون سلمان منا فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم سلمان منا أهل البيت قال عمرو بن عوف فكنت أنا وسلمان وحذيفة بن اليمان والنعمان بن مقرن وستة من الأنصار أربعين ذراعا فحضرنا حتى إذا بلغنا الثرى ، أخرج الله تعالى من الخندق صخرة بيضاء مدورة ، فكسرت حديدنا اوشقت علينا ، حتى ما يجيبك فيها قليل ولا كثير فمرنا فيها بأمرك فإنا لا نحب أن نجاوز خطك فهبط رسول الله صلىاللهعليهوسلم مع سلمان فى الخندق ورقينا عن الشقة فى شقة الخندق فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوسلم المعول من سلمان فضرب الصخرة ضربة