الجارودى ، يعنى محمد بن حبيب رواية عن سفين بن عيينة ، قال شيخنا الحافظ العراقى : سلم منه ولله الحمد ، لإن الخطيب ذكره فى تاريخ بغداد ، وقال : كان صدوقا ، وحسن شيخنا ابن الصلاح أن حديث بن عباس أصح من حديث جابر. انتهى وذكر الذهبى رحمهالله ما يقتضى أن هذا الحديث ضعيف ، لأنه قال بعد أن ضعف الأسنانى شيخ الدارقطنى فيه : فلقد أثم الدارقطنى بسكوته عنه فإنه بهذا الإسناد باطل ، وقد ذكرنا بقية كلام الذهبى فى أصل هذا الكتاب : وقد أخرجنا فى أصل هذا الكتاب حديث جابر من طرق وحديثا لعبد الله بن عمرو بن العاص ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنهم ـ فى هذا المعنى وحديث جابر رواه الموالى ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر عن النبى صلىاللهعليهوسلم وصحيح الدمياطى هذا الإسناد وفى صحته نظر على ما ذكر الحافظ ابن حجر وبينا ذلك فى أصله ـ والله أعلم ـ وقد شربه جماعة من السلف والخلف لمقاصدهم الجليلة فنالوها روينا فى ذلك أخبارا منها أن الإمام الشافعى ـ رضى الله عنه ـ شربه للعلم فكان فيه غاية ، وللرمى فكان يصيب العشرة من العشرة ، والتسعة من العشرة ، ومنها أن رجلا يشرب سويقا فيه أبرة وهو لا يشعر بها فاعترضت فى حلقة ، وصار لا يقدر يطبق فمه وقارب أن يموت فأمره بعض الناس بالشرب من ماء زمزم وأن يسأل الله الشفاء فشرب منه شيئا بجهد ، وجلس عند أسطوانة المسجد الحرام فغلبته عيناه فنام وانتبه من نومه ، وهو لا يحس من الإبرة شيئا. وليس به بأس ذكر هذا الخبر الفاكهى ، وهذا ملخص منه بالمعنى ومنها أن أحمد بن عبد الله الشريفى الفراش بالحرم المكى شربه للشفاء من العما فشفى ، كما ذكر لى شيخنا الشريف عبد الرحمن بن أبى الخير الفاسى : ومنها أن الفقيه العلامة المدرس المفتى أبا بكر بن عمر بن منصور الأصبحى المعروف بالشبينى بشين : معجمة ونون ثم يا مثناة من تحت ونون وياء للنسبة أحد العلماء المغتربين ببلاد اليمن ، شرب من ماء زمزم بنية الشفاء من استسقاء عظيم أصابه بمكه فشفى بأثر شربة له على ما أخبرنى به الفقيه الصالح عفيف الدين عبد الله بمكه ، وأخبرنى عن أبيه أنه لما اشتد به الاستسقاء خرج يتعرض لطبيب بمكة فأعرض عنه الطبيب الذى قصده ، فانكسر