خاطره لذلك ، وألقى الله بباله أن يشرب من ماء زمزم واستسقى بدلو ، فشرب منه حتى تضلع ، وأنه بعد أن تضلع منه أحس انقطاع شىء فى جوفه فبادر حتى وصل الى رباط الشدرة يستنجى به فما وصل إليه ألا وهو شديد الخوف من أن يروث فى المسجد ، فألقى شيئا كثيرا ، ثم عاد إلى زمزم وشرب فيه ثانيا حتى تضلع وأخرج شيئا كثيرا ثم صح فبينما هو فى بعض الأيام برباط رفيع بمكة يغسل ثوبا له وهو يطأه برجله ، وإذا بالطبيب الذى أعرض عن ملاطفته فقال له : أنت صاحب تلك العلة فقال : نعم قال له : بما تداويت قال : بماء زمزم فقال الحكيم : الله لطف بك قال : وبلغنى عن ذلك الحكيم أنه قال حين رآه أولا هذا ما يعيش ثلاثة أيام عثر الله المذكور وهذه الأخبار تدل لصحته والحديث صحيح أو حسن وقد ذكر ابن الجوزى فى الموضوعات * ص ١٨٩ ولم ينصف فى ذلك ، وأما حديث الذى فيه أن الباذنجان لما أكل له فهو حديث موضوع على ما بلغنى عن الشيخ شمس الدين بن قيم الجوزية الحنبلى ، وصرح بوضعه مشيخنا الحافظ نور الدين الهيثمى ، وليس لهذا الحديث أصل فى كتب الإسلام إلا فى أثناء حديث فى مسند الفردوس بإسناد مظلم ، ورويناه فى حزوين عليك بإسناد ساقط ، ومن خواصها أنه يبرد الحمى ، ومنها أنه يذهب الصداع ، على ما قال الضحاك بن مزاحم ومنها أن المياه العذبة ترفع وتعور قبل يوم القيامة إلا ماء زمزم ، قاله الضحاك أيضا ، والله أعلم بذلك ، ومنها أنه يفضل مياه الأرض كلها طّبا وشرعا ، على ما قال الشيخ بدر الدين بن الصاحب الأثارى المصرى فى تأليف له سماه نقل الكرام وهديه دار السلام ، وأنشد لنفسه أبياتا حسنة فى مدح ماء زمزم كتبناها فى أصل هذا الكتاب ، ومنها أن ماءها يحلو ليلة نصف شعبان ويطيب على ما ذكر ابن الحاج المالكى فى منسكه ومنها أنه يكثر فى ليلة النصف من شعبان فى كل سنة ، بحيث أن البئر يفيض بالماء على ما قيل لكن لا يشاهد ذلك الا العارفون ، ومن شاهد ذلك الشيخ الصالح أبو الحسن المعروف بكر تاج على ما وجدت بحط حد أبى الشريف أبى عبد الله ألفاسى نقلا عن الشيخ فخر الدين النوزرى عن الشيخ على كرتاج ومنها على ما قال الضحاك بن مزاحم الاطلاع فيها يجلو البصر ، ومنها أن الاطلاع فيها يحط الأوزار والخطايا على ما ذكر أبو الحسن محمد بن مرزوق الزعفرانى فى