وفى أسفل جدرانها خلا الجنوبى شبابيك من حديد تشرف على المسجد الحرام ، فى كل جهة شباكان وفى جانبها الشمالى من خارجها حوضان من رخام مفردين ، وباب الساقية بينهما وفى هذا البيت بركه كبيرة ، تملأ من بئر زمزم يسكب الماء من البئر فى حشبه طويله على صفه الميزاب ، متصلة بالجدار المشرقى فى حجره زمزم ، ويجرى الماء منها إلى الجدار المشار إليه ، ثم إلى قناة تحت الأرض حتى يخرج من البركة من نوارة فى وسطها ، وتاريخ عمارة هذه القبة سنة سبع وثمان مائة ، وسبب عمارتها فى هذه السنه سقوط القبة التى كانت على هذه السقاية وكانت خشبا من عمل الجواد والناصر محمد بن قلاون ، ممن عمر هذه السقاية وقد ذكرنا فى أصل هذا الكتاب ما ذكره الأزرقى فى صفة هذه السقاية وهو يخالف ما ذكرناه ، وقد ذكر الأزرقى ذرع ما بينها وبين الحجر الأسود وغير ذلك من جوانب المسجد ، وذكرنا شيئا من ذلك فى أصل هذا الكتاب ، مع تحرير بالماء بينها وبين الحجر الأسود. انتهى ذكر فضل خبره الذى الآن بداخل مكة والمرابطة بها لما تقدم فى القصة أن قريشا لما أرادوا بناء الكعبة خرجوا إلى جدة لشراء المركب التى انكسرت عليها ، باب أن يذكر فضلها ، ثم نختم بعد ذلك بالكلام على فضل المرابطة بالثغور ، وفضل المجاورة بمكة فنقول فضل جدة التى هى الآن ساحل مكة روى الفاكهى عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضى الله عنه ـ قال : قال : رسول الله صلىاللهعليهوسلم مكه رباط وجده جهاد وعن ابن جريح قال : سمعت عطا يقول أما جدة خزانة مكة أوتى به إلى مكة ولا يخرج به منها ، ثم قال : أعنى ابن جريح أنى لأرجو أن يكون فضل مرابط جده على سائر المرابط كفضل مكة على سائر البلدان وعن عباد وابن كثير ، أنه قال : الصلاة بجده بسبعه عشر ألف ألف صلاة والدرهم فيها بمائة ألف وأعمالها بقدر ذلك يغفر للناظر فيها من بصره ، مما يلى البحر ، وعن فرقه السبخى أنه قال : أتى رجل أقراء هذه الكتب وأتى لا أجد فيما أنزل الله من كتبه جدة أو جديدة يكون بها قتلى وشهد الشهداء يومئذ على ظهر الأرض أفضل منهم ، وعن بعض المكيين أن الحبشة جاءت إلى جدة فى سنة ثلاث وثمانين فى مصدرها فوقعوا بأهل جدة فخرج الناس من مكة إلى جدة غزاة فى