البحر ، وعليهم أميرهم عبد الله بن محمد بن إبراهيم المخزومى. انتهى قال الفاسى ـ رحمهالله تعالى ـ عبد الله بن محمد هذا أول مكه للرشيد العباس ، فيكون المراد سنة ثلاث وثمانين ومائه ، وأول من جعل جدة ساحلا لمكة عثمان بن عفان ـ رضى الله عنه ـ فى سنة ست وعشرين من الهجرة وكانت الشعبية ساحل مكة قبل ذلك وذكر ابن جبير أنه رأى بجده أثر سور محمد مد بها وأن بها مسجدين بنيان لعمر بن الخطاب ـ رضى الله تعالى عنه ـ أحداهما يقال له : مسجد الأبنوش وهو معروف إلى الآن والآخر غير معروف ولعله والله أعلم المسجد الذى يقام فيه الجمعه وهو من عمارة المظفر صاحب اليمن. انتهى ويروى أن قبر حواء بجدة والله تعالى أعلم. خاتمه للإمام السبكى. رسالة سماها المحاوره والنشاطة. فى المجاوره والرباط. قال فيها ما نصة قال شيخنا : شيخ الإسلام بقيه السلف قاضى القضاه حاكم الحكام نقى الدين أبو الحسن على بن عبد الكافى السبكى رحمهالله تعالى جاءنى سؤال أيهما أفضل الإقامة فى الثغر على وجه المرابطة فى سبيل الله كالمرابطه فى أطراف بلد سيش ونحوها ، أو المجاورة بمكة شرفها الله تعالى ، والمدينة الشريفه فقلت مبتدرا المرابطة ثم رأيت أن أشرح ما عندى فى ذلك فأقول وبالله التوفيق : أما المجاورة بمكة فروى أبو داود فى سنته عن القعينى عبد الدروارى ، عن عن الرحمن بن حميد أنه سمع ، عمر بن عبد العزيز يسأل السائب بن يزيد : هل سمعت فى الإقامة شيئا؟ قال : أخبرنى ابن الحضرمى أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول للمهاجرين إقامة بعد الصدر ثلاثا ، وبوب عليه أبو داود باب الإقامة بمكة ، ورواه الترمذى أيضا من حديث العلاء بن الحضرمى مرفوعا يمكث المهاجر بعد قضاء نسكه ثلاثا ، وقال : حسن صحيح وهذا خاص بالمهاجرين لا يتعدى إلى غيرهم ، لأن المهاجرين تركوها لله ، فلا يعودون فيما تركوه لله وكانوا يكرهون الموت فى الأرض التى هاجرو منها ، وورد بإسناد جيد عن ابن عمر بن الخطاب وليس فى الكتب السنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان إذا دخل مكه قال : اللهم لا تجعل منايانا منها حتى تخرجنا منها ، وورد من حديث مرسل أن النبى صلىاللهعليهوسلم خلف على سعد رجلا فقال : إن مات فلا تدفنوه بها. وكان عمر بن الخطاب يقول : يا معشر المهاجرين لا تتخذوا الأموال بمكة ، وأعدها بدار هجرتكم فإن