ردائي ، وقال صاحبي : ردائي ، فكان رداؤه ـ يعني أجود ـ وكنت أشبّ منه ، فإذا نظرت إلى رداء صاحبي أعجبها وإذا نظرت إليّ أعجبتها ثم قالت : أنت ورداؤك تكفيني فمكثت معها ثلاثة أيام ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال :
«من كان عنده شيء من هذه النساء التي يتمتعن بهنّ فليخلّ سبيلها» [٤٦٢٨].
كذا في هذه الرواية بالشك ، أراه عن أبيه ، وقد رواه قتيبة وعيسى بن حمّاد وعنه عن ليث بغير شك ، وأخرجه مسلم عن قتيبة (١).
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أبو بكر بن سيف ، نا السّري بن يحيى (٢) ، نا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر ، عن محمّد ، وطلحة قالا : وكان رسول عليّ إلى أبي موسى معبد الأسلمي ، وكان رسول عليّ إلى معاوية سبرة الجهني فقدم عليه فلم يكتب معاوية معه بشيء ، ولم يجبه ، ورد رسوله ، وجعل كلّما تنجّز جوابه لم يزد على قوله :
أدم إدامة حصن أو خذن بيدي |
|
حربا ضروسا تشبّ الجزل (٣) والضّرما |
في جاركم وابنكم إذا كان مقتله |
|
شنعاء شيّبت الأصداغ واللّمما |
أعيا المسود بها والسّيدون فلم |
|
يوجد لها غيرنا مولى ولا حكما |
وجعل الجهني كلما تنجّز الكتاب لم يزده على هذه الأبيات وذكر قصة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٤) قال في الطبقة الثالثة : سبرة بن معبد الجهني وهو أبو (٥) الربيع بن سبرة الذي روى عنه الزهري ، وروى الربيع عن أبيه قال :
كنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في حجة الوداع فنهى عن المتعة ، وكانت لسبرة دار بالمدينة
__________________
(١) صحيح مسلم ١٦ كتاب النكاح ، (٣) باب ، ح (١٤٠٦).
(٢) الخبر في تاريخ الطبري ، حوادث سنة ٣٦ (٥ / ١٦٢ ط دار القاموس الحديث).
(٣) الجزل : الحطب اليابس ، أو الغليظ العظيم منه.
(٤) طبقات ابن سعد ٥ / ٣٤٨.
(٥) بالأصل : ابن الربيع ، خطأ والصواب ما أثبت «أبو» عن م ، وابن سعد وتهذيب التهذيب.