فلا ترتجي عونا على حمل وزره |
|
مسيء وأولى الناس بالوزر حامله |
إذا الجسد المعمور زائل روحه |
|
جوى وجمال البيت يا نفس أهله |
وقد كان فيه الروح جبنا بزينة |
|
وما الغمد لو لا نصله وجماله (١) |
يزايلني مالي إذا النفس حشرجت |
|
وأهلي وكدحي (٢) لازمي لا أزايله |
اذا كلّ عند الجهل يا نفس منطقي |
|
وعاينت عند الموت ما لا أحاوله |
يغسل ما بالجلد من طاهر الأذى |
|
ولا يغسل الذنب المخالف غاسله |
ومن نقلت الأمراض يوما فإنه |
|
سيوشك يوما أن تصاب مقاتله |
وقد تفلت الوحش الحبال (٣) وربما |
|
تقبّضت الوحشي يوما حبائله |
إذا العلم لم تعمل به صار حجة |
|
عليك ولم تعذر بما أنت جاهله |
وقد ينعش الذكر القلوب وإنما |
|
تكون حياة العود في الماء وائله (٤) |
أرى الغصن لا ينمى إذا أحنت أصله |
|
وليس بباق من أبيحت أوائله |
فإن كنت قد أبصرت هذا فإنما |
|
يصدق قول المرء ما هو فاعله |
ولا يستقيم الدهر سهم لوجهه |
|
به ميل حتى يقوّم مائله |
وفيك إلى الدنيا اعتراض وإنما |
|
تكال لذا الميزان ما أنت كايله |
فلا تنتكث بعد الهدى عن بصيرة |
|
كما نكث الحبل المضاعف فاتله |
وتطلب في الدنيا المنازل والعلا |
|
وتنسى نعيما دائما لا تزايله |
كمن غرّه لمع السراب بقيعة |
|
فقصر (٥) عن ورد تجيش مناهله |
وقد حانت الدنيا قرونا تتابعوا |
|
كما حان (٦) أعلى البيت يوما أسافله |
وتصبح فيها آمنا ثم لم تكن |
|
لتأمن في واد به الخوف نازله |
وقد ختلنا باللطيف من الهوى |
|
كما يختل الوحشي بالشيء (٧) خاتله |
رضينا بما فيها شفاها ولم يكن |
|
يبيع سمين اللحم بالغث آكله |
__________________
(١) عجزه في م : وما العمر لو لا نصله وحمائله.
(٢) في م : وكل حي.
(٣) في م : الجبال.
(٤) في م : وابله.
(٥) في م : كم عزه لمع السراب بقصرة تقصر.
(٦) في م : وقد خانت ... كما خان.
(٧) عن م ، وبالأصل : بالنتي.