لا يملكون لأنفسهم شيئا ، ولا يقدرون عليه إلّا بالله ، يسكن قلب المؤمن إلى الله عزوجل دون خلقه ولا يرجو عبد الله ولا يخاف غيره ، وزال عن قلبه جميع الخلق من أن يرجو منهم أحدا أو يخافه أو يتّكل عليه أو على ماله أو على بدنه أو على أمثاله فلما عرف ذلك وقوي واستغنى بالله في كل شيء دون ما سواه.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنبأنا أبو عثمان الصابوني ، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن عبد العزيز بن محمّد العدل ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن رجاء البزاري ، نا إبراهيم بن إسحاق بن يوسف الأنماطي ، أنا أبو عبد الرّحمن الهروي ، أنا الحسن بن أحمد الصنعاني ، ثنا عمر بن محمّد قال : قال السّري السّقطي :
رأيت طاعة الرّحمن بأرخص الأثمان مع راحة الأبدان ، ورأيت معصية الرّحمن بأغلى الأثمان مع تعب الأبدان.
أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنبأ أبو بكر الخطيب ، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، قال : سمعت أبا الحسين بن مقسم يقول : سمعت أبا بكر النسّاج يقول : سمعت السّري يقول : من استعمل التسويف طالت حسرته يوم القيامة (١).
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأ أبو بكر البيهقي ، قال : سمعت أبا عبد الرّحمن السّلمي يقول : سمعت أبا الفضل بن حمدون (٢) الشرمقاني (٣) يقول : سمعت علي بن عبد الحميد الغضائري يقول : سمعت السّري يقول : من لم يعلم قدر النعم سلبها من حيث لا يعلم (٤).
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس قال : نا وأبو منصور بن خيرون ، أنبأ أبو بكر الخطيب (٥) ، أنا أبو نعيم الحافظ (٦) ، أنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المولى (٧) ، نا أبو
__________________
(١) الخبر في حلية الأولياء ١٠ / ١٢٢.
(٢) في حلية الأولياء : الفضل بن حمدان ، خطأ. وهو أحمد بن محمد بن حمدون بن بندار ، أبو الفضل ، ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٢٨٦.
(٣) بالأصل وم مهملة بدون نقط ورسمها : «السرمعاني» والصواب ما أثبت ، انظر الحاشية السابقة.
(٤) الخبر في حلية الأولياء ١٠ / ١٢٤.
(٥) الخبر في تاريخ بغداد ٦ / ٨٩ في ترجمة إبراهيم بن السري.
(٦) انظر حلية الأولياء ١٠ / ١١٨ في ترجمة السري.
(٧) في تاريخ بغداد : المزكي.