الزّهري ، وأخبرته بكلام الزهري لابن جريج ، فقال : صدقت ، مات أخي ذاك الذي كان معي.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو عمرو بن السماك ، ثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثني أبو عبد الله ، ثنا سفيان بن عيينة ، قال : قال ابن جريج وجاء إليه فقال : إني أريد أن أعرض عليك الكتاب فقال : إن سعدا كلّمني في ابنه وسعد سعد قال : فقال ابن جريج : أما رأيته يفرق منه ، قال : وذكر حديث أبي الأحوص (١) : وسمعت سعد بن إبراهيم يقول لابن شهاب وحدّث عنه. قال : من أبو الأحوص؟ قال : أما رأيت الشيخ الذي كان كذا وكذا يصف له.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب (٢) ، ثنا أبو بكر الحميدي ، ثنا سفيان ، قال : كان سعد شديد الأخذ ومن يأخذ عنه ، وكنت عند الزهري يوما وأتاه ابن جريج فقال له : يا أبا بكر إني أريد أن أعرض عليك كتابا ، قال الزهري : إن سعدا كلّمني في ابنه (٣) وهو سعد ـ وربما قال سفيان : وسعد سعد ـ فلما خرجنا من عند الزهري قال لي ابن جريج : أما رأيته يفرق من سعد ، قلت له : رأيتك وأخا لك عند الزهري وأخبرته بكلام الزهري لابن جريج فقال : مات أخي ذاك الذي كان معي.
قال سفيان : وأتيت الزهري يوما وعنده سعد فسألته فكأنه. فقال (٤) له سعد : أجب الغلام ، ففرق سعد أن يكون الزهري حقرني حين لم يجبني ، فقال الزهري : إني لا أعطيه حقه فقلت : أجل ، فاشتهى ذلك الزهري.
قال : وحدّثنا يعقوب (٥) ، حدّثني محمّد بن عبد الله المخرمي ، ثنا زكريا بن
__________________
(١) قال أبو الأحوص عن أبي ذر يقول قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإن الرحمة تواجهه فلا يمسح الحصى.
أخرجه من هذا الوجه أحمد في مسنده ٥ / ١٥٠.
وانظر المعرفة والتاريخ للفسوي ١ / ٤١٥ و ٦٨١.
(٢) كتاب المعرفة والتاريخ للفسوي ١ / ٦٨١ ـ ٦٨٢.
(٣) في المعرفة والتاريخ : ابنيه.
(٤) عن المعرفة والتاريخ وبالأصل : يقال.
(٥) كتاب المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ٣ / ٣١.