محمّد بن الحسن بن قتيبة ، نا حرملة بن يحيى ، نا عبد الله بن وهب ، نا يحيى بن أيوب ، عن محمّد بن عجلان ، عن نافع ، عن ابن عمر :
أن عمر بن الخطاب بعث جيشا وأمّر عليهم رجلا يدعا سارية ، قال : فبينا عمر بن الخطاب يخطب الناس يوما فأقبل يصيح ـ وهو على المنبر ـ يا سارية الجبل ، يا سارية الجبل ، فقدم رسول الجيش فسأله فقال : يا أمير المؤمنين لقينا عدونا فهزمونا فإذا صائح يصيح : يا سارية الجبل ، يا سارية الجبل ، فأسندنا ظهورنا إلى الجبل ، فهزمهم الله ، فقيل لعمر : إنك كنت تصيح بذلك ، قال ابن عجلان : وحدّثني إياس بن معاوية بن قرّة بذلك.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأ أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني نافع بن أبي نعيم ، عن نافع مولى ابن عمر :
أن عمر بن الخطاب قال على المنبر : يا سارية بن زنيم الجبل ، فلم يدر الناس أي شيء يقول ، كأن هذه سارية المدينة على عمر فقال : يا أمير المؤمنين كنا محاصرين العدو فكنا نقيم الأيام لا يخرج علينا منهم أحد نحن في خفض من الأرض ، وهم في حصن عال ، فسمعت صائحا ينادي بكذا وكذا ، يا سارية بن زنيم الجبل ، قال : فعلوت بأصحابي الجبل ، فما كانت إلّا ساعة حتى فتح الله علينا.
قال : وأنا محمّد بن عمر ، حدّثني أسامة بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، وأبو سنيم ، عن يعقوب بن زيد ، قالا : خرج عمر بن الخطاب يوم الجمعة إلى الصلاة فصعد المنبر ثم صاح : يا سارية بن زنيم الجبل ، يا سارية بن زنيم الجبل ، ظلم من استرعى الذئب الغنم ، قال : ثم خطب حتى فرغ فجاء كتاب سارية بن زنيم إلى عمر بن الخطاب : إن الله قد فتح علينا يوم الجمعة لساعة كذا وكذا لتلك الساعة التي خرج فيها عمر فتكلم على المنبر ، قال سارية : وسمعت صوتا : يا سارية بن زنيم الجبل ، يا سارية بن زنيم الجبل ، ظلم من استرعى الذئب الغنم ، فعلوت بأصحابي الجبل ، ونحن قبل ذلك في بطن واد محاصروا العدو ، ففتح الله علينا ، فقيل لعمر بن الخطاب : ما ذلك الكلام؟ فقال : والله ما ألقيت له بالا ، شيء أتى على لساني (١).
__________________
(١) انظر الوافي بالوفيات ١٥ / ٧٦.