الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، ثنا شريح بن يونس ، ثنا هشيم ، عن أبي بلج ، عن مصعب بن سعد : أن رجلا نال من علي فنهاه سعد فلم ينته فقال سعد : ادعوا عليك ، فلم ينته ، فدعا الله عليه فما برح حتى جاء بعير ـ زاد : أو ناقة ـ زاده (١) فحنطته حتى مات (٢).
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، ثنا أحمد بن سليمان ، ثنا الزّبير بن بكّار قال : وحدّثني إبراهيم بن حمزة ، عن أبي أسامة حمّاد بن أسامة الكوفي عن عبد الله بن عون البصري ، عن محمّد بن محمّد الزهري ، عن عامر بن سعد قال : انتهى إلى قوم عطوف على رجل فأدخل رأسه من بين اثنين فإذا هو يسب عليا ، وطلحة ، والزبير فنهنه (٣) فرفع إليه رأسه وقال : يهددني كأنما يتهددني فانصرف سعد فدخل دار آل فلان فدعا بماء فتوضأ ثم قام فصلّى ركعتين ثم رفع يديه فقال : اللهم إن كنت تعلم أن هذا الرجل قد سبّ أقواما قد سلف لهم منك سابقة أسخطك سبه إياهم فأريه اليوم آية ، يكون آية للعالمين ، فخرجت بختية (٤) نادّة من دار آل فلان لا يردها شيء حتى دخلت بين أضعاف الناس فافترق الناس عنها وهو بين قوائمها فلم تزل تدعيه حتى مات ، فرأيت الناس يشتدون وراء سعد ، ويقولون : أبا إسحاق أجاب الله دعاك ، أبا إسحاق أجاب الله دعاك ، قال : وأنشدني محمّد شعر :
فيا رب موسى دعوة كوكبية |
|
تصادف سعدا أو يصادفها سعد |
كما قد دعا في ابن منصور قبلها |
|
فمات وما حانت منيته بعد |
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (٥) ، أنا أبو حامد أحمد بن سهل بن إبراهيم بن سهل البغدادي ، ثنا أبو قريش محمّد بن جمعة بن خلف ، ثنا أبو كريب ، ثنا أبو أسامة ، قال : وحدّثنا أبو قريش قال : وحدّثنا محمّد بن حميد
__________________
(١) كذا بالأصل : زاده فحنطته ، ولا معنى لهما ، وفي سير الأعلام : «جاء بعير نادّ ، فخبطه حتى مات» وهو الظاهر. والبعير النادّ : الشارد الذي ينفر ويذهب على وجهه.
(٢) نقله الذهبي في سير الأعلام ١ / ١١٥ ـ ١١٦ من طريق هشيم عن أبي مسلم ، يدل «أبي بلج».
(٣) كذا ، ولعله : فنهاه.
(٤) البخت والبختية من الإبل الخراسانية جمع بخاتي.
(٥) بالأصل : الجيزرودي ، خطأ والصواب ما أثبت ، وقد مضى التعريف به.