فإنه من لم يكن له قناعة لم يغنه مال.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسن بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد ـ إجازة ـ نا محمّد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة ، نا أبو سلمة ، نا حمّاد بن سلمة ، عن سماك ، عن مصعب بن سعد : أنه قال : كان رأس أبي في حجري وهو يقضي فبكيت فرفع رأسه إليّ فقال : أي بني ما يبكيك؟ قلت : لمكانك وما أرى بك ، قال : فلا تبك يا بني فإن الله لا يعذبني أبدا وإني من أهل الجنة (١).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف بن بشر ، نا أبو علي الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا محمّد بن سعد (٢) ، أنا عفان بن مسلم ، والحسن بن موسى الأشيب ، قالا : نا حمّاد بن سلمة ، عن سماك بن حرب ، عن مصعب بن سعد ، قال : كان رأس أبي في حجري وهو يقضي ، قال : فدمعت عيناي فنظر إليّ فقال : ما يبكيك أي بني؟ فقلت : لمكانك وما أرى بك ، قال : فلا تبك (٣) عليّ ، فإن الله لا يعذبني أبدا وإني من أهل الجنة ، إن الله يدين المؤمنين بحسناتهم ما عملوا لله ، قال : وأما الكفار فيخفّف عنهم بحسناتهم فإذا نفذت قال ليطلب كلّ عامل ثواب عمله ممن عمل له.
أنبأنا أبو سعد المطرّز ، وأبو علي الحداد ، قالا : أنا أبو نعيم ، نا إبراهيم بن عبد الله ، نا أبو العباس الثقفي ، نا قتيبة ، نا الليث بن سعد ، عن عقيل ، عن الزّهري : أن سعد بن أبي وقاص لما حضره الموت دعا بخلق جبة له من صوف فقال : كفّنوني فيها فإني كنت لقيت المشركين فيها يوم بدر وهي عليّ ، وإنما كنت أخبأها لهذا (٤).
أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي ، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفّر ، نا أبو علي المدائني ، أنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ، نا أبو صالح ، حدّثني الليث ، حدّثني عقيل ، عن ابن شهاب : أن سعد بن أبي وقاص لما حضره الموت دعا بخلق جبة من صوف فقال : كفّنوني فيها فإني لقيت
__________________
(١) نقله الذهبي في سير الأعلام ١ / ١٢٢.
(٢) طبقات ابن سعد ٣ / ١٤٧.
(٣) بالأصل : تبكي ، خطأ ، والصواب ما أثبت.
(٤) الخبر في سير الأعلام ١ / ١٢٢ ـ ١٢٣ من طريق الليث ، وفيها : وإنما خبأتها لهذا اليوم.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٣ / ٢٥ وقال : رجاله ثقات إلّا أن الزهري لم يدرك سعدا.