..... (١) الرحمن ـ أو أم عبد الرّحمن ـ فقلت لها : مثل من أنت حين مات أبوك؟
قالت : جارية ، فقلت لها : تحفظين منه شيئا أوصى به حين موته؟ قالت : لا ، إلّا أنه دعا بثياب جدد فلبسها ، قال : فقلت لها : هل رأيته صنع ذلك بأحد من أهله؟ قالت : نعم صنع ذلك بأخ لي مات ، فدعا بثياب جدد فألبسها إياه فقلت : اذكر شيئا عند موته قال : وأنا أريد أن تخبرني (٢) بحديث محمّد بن إبراهيم ، قالت : نعم ، لا تتبعوني بنار ولا تجعلوا عليّ قطيفة حمراء ، ولا تبكين علي باكية. فكلّ ذلك صنعناه إلّا البكاء والقطيفة.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السّلمي ، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، قالا : أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، نا ابن عثمان ، نا عبد الله ـ يعني ابن المبارك ـ أنا هشيم ، عن عبد الحميد المدني ، عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع بن جارية الأنصاري ، عن أم عبد الرّحمن بنت أبي سعيد قالت (٣) : لما احتضر أبو سعيد حضره ابن عمر ، وابن عباس فقال لهما : إذا حملتم فأسرعوا. أي أسرعوا بي.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا الحاكم أبو أحمد ، أنا محمّد بن مروان ، نا هشام ، نا عبد الرّحمن بن أبي الرجال ، نا عمارة بن غزيّة ، عن عبد الرّحمن بن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه ، قال : قال لي أبي : يا بني إني قد كبرت سني وحان مني ، خذ بيدي ، فاتكأ عليّ حتى جاء البقيع مكانا لا يدفن فيه فقال : إذا هلكت فادفنّي هاهنا ، ولا تضربنّ عليّ فسطاطا ، ولا تمشينّ معي بنار ، ولا تبك عليّ باكية ، ولا تؤذننّ (٤) أحدا ، وليكن مشيك بي خببا فجعل الناس يأتوني فيقولون : متى نخرج به؟ فأكره أن أخبرهم وقد نهاني ، فقلت : إذا فرغت من جهازه فخرجت به من صدر يوم الجمعة ، فوجدت البقيع قد ملئ عليّ ناسا.
__________________
(١) بياض بالأصل قدر كلمة.
(٢) كذا بالأصل ، والظاهر : تخبريني.
(٣) بالأصل : قال ، والصواب ما أثبت.
(٤) بالأصل : يؤذنن.