والله معه في الخيل ـ يعني يوم فحل ـ فحملنا على القلب وقد أخذ صف الروم ينتقض من قبل ميمنتهم وميسرتهم ولمدينته الانتقاض إلى القلب ، فثبتوا لنا فقاتلونا قتالا شديدا ، فصرع ميسرة عن فرسه ، وصرعت عن فرسي ، وخرج فرسي فغار وتعنّق ميسرة رجلا من الروم فاعتركا ساعة فقتله ميسرة ثم يشد آخر على ميسرة وقد أعيا فاعتركا ساعة فجلس الرومي على صدر ميسرة وشددت على الرومي فضربت وجهه بالسيف فأطرت قحف رأسه فوقع (١) قتيلا ، ووثب ميسرة بن مسروق وانبرى إليّ رجل منهم فضربني ضربة قد يبرأ بها وبضربه ميسرة فيصرعه ، قال : فركبنا منهم عدة كثيرة فأحاطوا بنا فظننا والله أنه الهلاك إذا نظرنا فإذا كنا (٢) نسمع نداء المسلمين وتكبيرهم ، وإذا صفوفهم قد انتهت إلينا ، فإذا الرايات قد غشيتنا فكبّرنا واشتدت ظهورنا ، وأقشعوا عنا وحمل عليهم خالد بن الوليد من قبل ميمنتهم بقتلهم ويدف بعضهم على بعض.
وكذا حكى أبو محنف لوط بن يحيى الأزدي ، عن النّضر بن صالح ، وأظن القدامي عن أبي مخنف رواه فأسقط من إسناده.
أخبرنا أبو الغنائم الكوفي في كتابه ، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل وأبو الحسين الأصبهاني قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (٣) : سالم بن ربيعة ، عن حذيفة روى عنه حلام بن صالح.
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنبأ علي بن محمّد الفأفاء ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٤) : سالم بن ربيعة روى عن حذيفة ، روى عنه حلام بن صالح ، سمعت أبي يقول ذلك.
__________________
(١) الأصل : فرفع ، ولعل الصواب ما أثبت عن م.
(٢) في م : نحن.
(٣) التاريخ الكبير ٤ / ١١٢.
(٤) الجرح والتعديل ٤ / ١٨١.