بالشام ، وقامت بالمغرب ، ونمت في مصر ، وماتت فيها. ولم تكن على نسبة تينك الدولتين بقوة سلطانها وتأثيراتها ، ولذا ظلت دولة أخرى في أقصى الشام تقاسمها السلطة ، وهي الدولة الحمدانية ، اتفقت معها سياسة اتفاقها معها مذهبا.
وفي سنة وفاة كافور (٣٥٧) جرت بين فنك بن عبد الله مولى كافور الإخشيدي ، وكان جهزه مولاه لأخذ دمشق ثانية ، وبين أهل هذه المدينة مناوشة وقتال وإحراق ونهب ، وبلغه خبر الروم وأخذهم حمص فنادى في دمشق بالنفير الى ثنية العقاب بسبب الروم فخرج الناس الى دومة وحرستا وانتهز الفرصة في خلو دمشق ورحل عنها وتوجه بأثقاله نحو عقبة دمر متوجها الى الساحل ، فنهب أهل دمشق بعض أثقاله وقتلوا من بقي من رجاله.
لما هلك كافور وهلك سيف الدولة وتولى الفاطميون أمر مصر وفتحوا الشام بقي سعد الدولة (٣٥٦) ابن سيف الدولة في مملكة حلب ، ولم يكن كأبيه عقلا وتدبيرا فعصى عليه جند حلب سنة ٣٥٧ ، فنازلها وبقي القتال عليها مدة واستولى الرعيلي على أنطاكية ، وجاءت الروم فنزلوا عليها وأخذوها وهرب الرعيلي من باب البحر هو وخمسة آلاف إنسان ناجين بأنفسهم من الروم ، فأسر هؤلاء أهل أنطاكية وقتلوا أناسا من أكابرها. وقال عظيم الروم لما ضيقوا عليه : أرحل وأخرب الشام كله وأعود اليكم من الساحل ، ورحل في اليوم الثالث ونازل معرة مصرين ، فأخذها وغدر بهم وأسر منهم أربعة آلاف ومائتي نسمة ، ثم سار الى عرقة فافتتحها ، ثم سار الى طرابلس فأخذ ربضها ، وأقام في الشام أكثر من شهر ورجع فأرضاه أهل أنطاكية بمال عظيم. وأحرق حمص وقد أخلاها أهلها وملك ثمانية عشر منبرا ، وعاد الى بلاده بالأسرى والأموال.
وقال الأنطاكي : إن نقفور لما توجه الى الشام ، خافه سعد الدولة ، فخرج عن حلب الى بالس ، واستخلف فيها قرعويه الحاجب ، ونزل الملك على أنطاكية وأقام يومين ورحل في اليوم الثالث ، ونزل على معرة مصرين وأمن أهلها من القتل ، وكانت عدتهم ألفا ومائتي نفس وسيرهم