على رسول الله صلىاللهعليهوسلم من القرآن وعرف صفة رسول الله صلىاللهعليهوسلم عنده ، وعرف ما نزل عليه من القرآن ، بما عنده من التوراة وكان أعلم بني إسرائيل بالتوراة وأصدقه عندهم ، فأسلم ، فسأل رسول الله صلىاللهعليهوسلم اليهود قبل أن يعلموا بإسلامه : «كيف هو فيكم؟» قالوا : يا أبا القاسم ذاك سيّدنا وخيرنا وأعلمنا بالتوراة التي أنزل الله على موسى ، وكان اسمه الحصين ، فسمّاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم عبد الله ، وكان من علية أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم من أهل الدين ، وكان صحيح الإسلام حتى مات.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي (١) ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو ، قالا : نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب.
ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا رضوان بن أحمد ، قالا :
نا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق (٢) ، حدّثني محمّد بن أبي محمّد مولى زيد بن ثابت ، عن سعيد بن جبير ، وعكرمة عن ابن عبّاس قال :
لما أسلم عبد الله بن سلام وثعلبة بن سعية ، وأسيد بن سعية ، وأسد بن عبيد ، ومن أسلم من يهود ، فآمنوا وصدقوا ورغبوا في الإسلام ، ونتجوا (٣) فيه ، قالت أحبار (٤) يهود ، أهل الكفر منهم : ما آمن بمحمد ولا تبعه (٥) إلّا شرارنا ، ولو كانوا من خيارنا ما تركوا دين آبائهم وذهبوا إلى غيره ، فأنزل الله عزوجل في ذلك من قولهم : (لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ) إلى قوله : (وَأُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ)(٦) ، وذكر حديثا فيه طول.
أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم ، وأبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن
__________________
(١) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي ٢ / ٥٣٣ ـ ٥٣٤.
(٢) وانظر سيرة ابن هشام ٢ / ١٨٥.
(٣) بالأصل : «ونتجوا» والمثبت عن دلائل البيهقي.
(٤) بالأصل : «بالنار» كذا ، والمثبت : قالت أحبار يهود عن دلائل البيهقي.
(٥) دلائل البيهقي : اتبعه.
(٦) سورة آل عمران ، الآيتان : ١١٣ ـ ١١٤.