عبد الله بن هارون بن أبي عيسى البصري ، حدّثني أبي ، نا محمّد بن إسحاق ، نا حكيم بن حكيم ، عن يعقوب بن عبد الله بن طلحة ـ كذا قال : وإنما هو ابن أبي طلحة ـ عن أنس بن مالك ، عن سعد بن أبي وقّاص ، قال :
أتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم في العشاء الآخرة فوجدته في المسجد ، فجلست إليه ، وتركت أخي عمير بن أبي وقاص يتجهز إلى الصّلاة ، فلما جلست إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «يطلع عليكم رجل من أهل الجنّة» ، فقلت في نفسي : عمير إن شاء الله ، ما تركت أحدا على مثل حاله ، فطلع عبد الله بن سلام.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (١) ، حدّثني أبي ، نا إسحاق بن يوسف ، نا ابن عون ، عن محمّد ، عن قيس بن عباد ، قال : كنت في المسجد ، فجاء رجل بوجهه (٢) أثر من خشوع ، فدخل فصلّى ركعتين ، فأوجز فيهما ، فقال القوم : هذا رجل من أهل الجنّة ، فلما خرج اتبعته حتى دخل منزله ، فدخلت معه ، فحدّثته ، فلما استأنس قلت له : إنّ القوم لما دخلت قبل المسجد قالوا : كذا وكذا ، فقال : سبحان الله ما ينبغي لأحد [أن](٣) يقول ما لا يعلم ، وسأحدّثك لم؟ إني رأيت رؤيا على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقصصتها عليه ، رأيت كأني في روضة خضراء ـ قال ابن عون : فذكر من خضرتها وسعتها ، وسطها عمود حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السّماء ، في أعلاه عروة ، فقيل لي : اصعد عليه ، فقلت : لا أستطيع ، فجاءني منصف ـ قال ابن عون : هو الوصيف ـ فرفع ثيابي من خلفي ، فقال : اصعد عليه ، فصعدت حتى أخذت بالعروة ، فقال : استمسك بالعروة ، فاستيقظت وإنها لفي يدي ، قال : فأتيت النبي صلىاللهعليهوسلم فقصصتها عليه فقال : «أما الروضة فروضة الإسلام ، وأما العمود فعمود الإسلام ، وأمّا العروة فهي العروة الوثقى ، أنت على الإسلام حتى تموت» ، قال : وهو عبد الله بن سلام [٥٩٨٢].
أخبرتنا أم المجتبى العلوية ، قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا زهير ، نا إسحاق بن يوسف ، نا ابن عون ، عن
__________________
(١) مسند أحمد ٥ / ٢٠٥ رقم ٢٣٨٤٨.
(٢) المسند : في وجهه.
(٣) زيادة عن المسند.