تصوّتان (١) فأشجاه ترنّمهما وأطربه فأنشأ يقول :
يا طائران على غصن أنا لكما |
|
من أنصح النّاس لا أبغي به ثمنا |
كونا إذا ما طرتما زوجا |
|
فإنكما لا تأمنان إذا أفردتما حزنا |
هذا أنا لا على غيري أحيلكما |
|
أخو اكتئاب بتركي الإلف والوطنا |
قرأت على أبي القاسم الشّحّامي ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمّد بن علي الفقيه ببخارى ، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي ، قال : كتب علي بن هشام إلى عبد الله بن طاهر :
أبن لي أبا العبّاس ما أنا صانع |
|
أشكرك أم أغضي على غصص الصّبر؟ |
أتدعو فلا أعصي وأدعو فلا تجي |
|
ففعلك هذا قد يدلّ على الكبر |
وخبّرتني أن الرسول أتاكم |
|
فوافاك عنّي بالكتاب مع العصر |
فهذا رسولي قد أتاك مبكرا |
|
فلا تحبسنّه بالغداة إلى الظهر |
ولا تعتذر ، نفسي تقيك من الردى |
|
فما لك عندي إن تخلّفت من عذر |
قال : فأجابه عبد الله بن طاهر :
عجلت إلى لومي جعلت لك الفداء |
|
وألزمتني ما ليس فيّ من الكبر |
وبالله إني (٢) ما اعتللت وإنّني |
|
صدقتك فيما قد شرحت من العذر |
وها أنا ذا بعد الكتاب بساعة |
|
فإن قلت : لا أرجع إلى آخر الشهر |
أقمت لألقى هو ظنّ ظننته |
|
وأذهب ما أكننت (٣)من غصص (٤) الصدر |
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم غير مرة ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا أحمد بن عبدان الأزدي ، نا محمّد بن منصور البغدادي ، قال : دخلت على عبد الله بن طاهر وهو في سكرات الموت فقلت : السلام عليك أيها الأمير ، فقال : لا تسمّني أميرا ، وسمّني أسيرا ، ولكن أكتب عني بيتين عرضا
__________________
(١) بالأصل وم : يصوتان.
(٢) سقطت من الأصل وم ، وأضيفت عن المطبوعة.
(٣) عن م وبالأصل : ما أكتبت.
(٤) ضبطت بالأصل بضمة فوق الغين وفتحة فوق الصاد الأولى.