وعلى مقدمته عبيد الله بن معمر ، وبإصطخر يومئذ يزدجرد بن شهريار بن كسرى ، وهو ابن الختّانة ، فلما بلغه ذلك بعث جيشا فلقوا عبيد الله ، فقاتلوه برام جرد (١) ، فقتل عبيد الله بن معمر ورجع الآخرون وخرج يزدجرد في مائة ألف مقاتل حتى أتى مرو فنزلها ، وخلّف على إصطخر رجل من الفرس استعمله عليها ، فأتاها عبد الله بن عامر فافتتحها ، وقد كانت فتحت قبل ذلك ولكن الفرس (٢) الفرس رجعوا إليها وقتل يزدجرد بمرو ، وكلّ من كان معه إلّا رجل واحد أخذ آنية (٣) من آنية الملك ثم أتى جرجان فكان بها ، ومضى عبد الله بن عامر حتى نزل بأبر شهر ، وبها ابنتا كسرى ، فحاصر أهلها فصالحوه على أنفسهم أنهم آمنون ، وعلى ابنتي كسرى أنهما آمنتان ، وفتحوها له وبعث الأحنف بن قيس التميمي إلى هراة ، فصالحوا أهلها وفتحوها ، وبعث عبد الله بن خازم (٤) السلمي إلى سرخس ، فصالحوا أهلها وفتحوها ، وبعث حاتم بن النعمان الباهلي إلى مرو فصالحوا أهلها وفتحوها ، ثم خرج عبد الله بن عامر من نيسابور معتمرا قد أحرم منها ، وخلّف على خراسان الأحنف بن قيس ، فلما قضى عمرته أتى عثمان بن عفان ، وذلك في السنة التي قتل فيها عثمان ، فقال له عثمان : لقد غرّرت بعمرتك حين أحرمت من نيسابور ، فلم يزل عبد الله بن عامر (٥) بنيسابور وإصطخر ، وفسا (٦) ، ودارابجرد ، وأردشيرخرّه ، وكرمان ، وسجستان ، وكابل وحيّزها ، ومرو وما دونها من البلاد ، وعثمان يسير بسيرة عمر ، فلما كثر الخراج وأتاه المال من كلّ وجه حتى ضاق به ذرعا ، واتّخذ له خزائن ، فلما كثر المال قسمه في الناس فكان يأمر للرجل الواحد بمائة ألف.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا عبد الملك بن محمّد ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : سمعت أبي ،
__________________
(١) رامجرد : قرية من قرى فارس. قتل بها عبيد الله بن معمر فدفن في بستان من بساتينها (معجم البلدان).
(٢) مكررة بالأصل.
(٣) بالأصل : «أبيه من ابنه» والمثبت عن م.
(٤) بالأصل وم : حازم ، خطأ والصواب ما أثبت ، وقد مضت ترجمته في كتابنا.
(٥) ثمة سقط في الأصل وم ، نستدركه هنا عن المطبوعة : على البصرة حتى قتل عثمان ، ولم يزل معاوية على الشام حتى قتل عثمان ، ولم يزل عبد الله بن سعد بن أبي سرح على مصر حتى قتل عثمان.
قال : فافتتح عبد الله بن عامر نيسابور.
(٦) فسا : أكبر مدينة في كورة دارابجرد (انظر معجم البلدان).