أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي ، قالا : ثنا أبو جعفر بن المسلمة ، ثنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، حدّثني عثمان بن عبد الرّحمن ، أخبرني إبراهيم بن إبراهيم بن عثمان ، قال : كانت عند عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن حكيم فاطمة بنت عبد الله بن الزبير ، فلما خطب سكينة بنت الحسين أحلفته بطلاقها ألا ... (١) يؤثر عليها فاطمة بنت عبد الله ، ثم اتّهمته أن يكون آثرها ، فاستعدت عليه هشام بن إسماعيل ، وهو والي المدينة ، فركب عثمان رواحله وورد الشام ، فقام إليه خالد بن يزيد حيث رآه ليعانقه ، فرفع (٢) بيده في صدره كراهة أن يعانقه وعنده أمّه ، فدخلت رملة على عبد الملك وكان من أمرها سببه بالحديث الذي وصفت ـ يعني في الحكاية التي تأتي بعد هذه ـ قام له عبد الملك بالكتاب إلى هشام بن إسماعيل أن يحلفه عند المنبر ما آثر فاطمة بنت عبد الله بن الزبير على سكينة بنت الحسين ، فإذا حلف ردّها عليه ، فقالت رملة لابنها عبد الله : خذ كتابك وانهض فأعجل ، فقال لها خالد : ما لك تعجلين ابني؟ قالت : ما أردت به من خير فتبخر (٣) كتابه قال : فتبخر (٤) الكتاب ، وقدم به على هشام إسماعيل في الوقت الذي خرج فيه لصلاة الجمعة ، فقال له : هذا كتاب أمير المؤمنين فإن عصيته فأنا له أعصى ، وقال له : اجمع القرشيين فأحضرهم الكتاب ، فلما صلّى الجمعة جمعهم عند المنبر وقرأ الكتاب ، ثم أحلفه على ما أمر به عبد الملك ، فلما حلف أمر هشام بردّها عليه ، فقال لهشام وللقرشيين : اكتبوا ، وأرسل إلى سكينة يقول لها : إنّما كرهت أن أغلب على أمري ، فأما إن صرت إلى الاقتدام (٥) عليه فأمرك بيدك ، فلم ينسبوا أن جاء به مولاة لها ، فقالت له : تقرئك سكينة بنت الحسين السلام وتقول لك : ما ظننا أنّا هنّا عليك هذا الهوان ، إنما تخلّج في نفسي شيء وخشيت المأثم ، فأما إذ برئت من ذلك فما نؤثر عليك شيئا.
قال : ونا الزبير ، حدّثني أبو الحسن المدائني وغيره من مشايخ قريش من أهل المدينة.
أن سكينة بنت الحسين توهّمت على عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن حكيم
__________________
(١) لفظة غير مقروءة بالأصل.
(٢) كذا ، وفي مختصر ابن منظور ١٣ / ٣٣ فدفع.
(٣) كذا رسمها بالأصل.
(٤) كذا رسمها بالأصل.
(٥) كذا.