قال ابو الفرج في المقاتل : حدثني احمد بن سعيد عن يحيى عن عبيد الله بن حمزة عن الحجاج بن المعتمر الهلالي عن أبي عبيدة وخلف الأحمر إن هذه الأبيات قيلت في علي الأكبر :
لم ترَ عينٌ نظرت مثله |
|
من محتفٍ يمشي ومن ناعلِ |
يغلي نهيء (١) اللحم حتى إذا |
|
أنضج لم يغل على الآكل |
كان إذا شبِّت له ناره |
|
يوقدها بالشرف الكامل |
كيما يراها بائس مرملٌ |
|
أو فرد حيِّ ليس بالآهل |
أعني ابن ليلى ذا السدى والندى (٢) |
|
أعني ابن بنت الحسب الفاضل |
لا يؤثر الدنيا على دينه |
|
ولا يبيع الحقَ بالباطل |
__________
(١) النهي ، بوزن امير : اللحم الذي لم ينضج و ( نيء ) مهموزاً ، هو كل شيء شانه ان يعالج بطبخ أو شيىء لم ينضج فيقال : لحم نيء . قال في المصباح : والابدال والادغام عامي . ورواها السيد الامين : يغلى بنيء اللحم . وقال : وتعدية يغلي بالباء مع انها متعدية بالهمزة لانه اراد يغلي الماء والقدر بنيء اللحم ، ورواها في ابصار العين ( نهيء ) بوزن امير ولكنه مخالف لما جاء في ( المقاتل ) و ( السرائر ) مع عدم الوثوق بصحتهما .
وقوله يغلى الاولى من الغليان ، والثانية من الغلاء مقابل الرخص . وجاء في ابصار العين للشيخ السماوي ( يوقدها بالشرف القابل ) وقال : القابل : المقبل عليك ومنه عام قابل . وفي بعض النسخ : يوقدها بالشرف الطائل .
(٢) ( السدى ) ندي اول الليل ففي مصباح المنير مادة ( ندى ) ان ما يسقط اول الليل من البلل يقال له : سدي ، وما يسقط في آخره يقال له : ندي ، ويكنى بكل منها وبهما عن الكرم .
أدب الطف ( ١٨ )