ام البنين ترثي اولادها كما انشده ابو الحسن الأخفش في شرح الكامل للمبرد ، وقد كانت تخرج إلى البقيع كل يوم وتحمل عبيد الله بن العباس معها فيجتمع أهل المدينة لسماع رثائها وفيهم مروان بن الحكم فيبكون لشجّي الندبة ، فمن قولها :
يا من رأى العباسَ كرِّ |
|
على جماهير النقد (١) |
ووراه من أبناء حيدر |
|
كلُّ ليثٍ ذي لبد |
أنبئت أنّ ابني أُصيبَ |
|
برأسه مقطوعَ يد |
ويلي على شبلي أما |
|
لَ برأسه ضربُ العمد |
لو كان سيفك في يد |
|
يك لما دنا منه أحد |
ومن قولها :
لا تدعونّي ويكِ أُم البنين |
|
تذكّريني بليوث العرين |
كانت بنون لي أُدعى بهم |
|
واليوم اصبحت ولا من بنين |
أربعة مثل نسور الرُبى |
|
قد وصلوا الموت بقطع الوتين |
تنازع الخرصانُ اشلاءهم |
|
فكلّهم أمسى صريعا طعينْ |
يا ليت شعري أكما أخبروا |
|
بأنّ عباساً قطيعُ الوتين (٢) |
__________
(١) النقد : نوع من الغنم قصار الارجل . والعباس من اسماء الاسد
(٢) عن ابصار العين والاعيان