والخاصة ، وهذا مما لا يُمَكِّن بيسر التأمل بجميع جوانب الكتاب وقراءته تفصيلياً ، ينضاف الى ذلك شدة التشابه الكبير في فصوله المذكورة ، فكان أنْ حصل نتيجة ذلك خلط بين النسختين ، بين كتاب الدروع الواقية للسيد ابن طاووس ، وبين ملحقات الدروع الواقية للشيخ الكفعمي رحمهما الله برحمته الواسعة.
ويبدو ان ما وقع بين يدي العلامة المجلسي رحمهالله هو النسخة الثانية المختصرة ، أو ما يسمى بملحقات الدروع الواقية للشيخ الكفعمي ، حيث يظهر ذلك بوضوح من خلال التأمّل في نقولاته عن الكتاب في بحاره ، كما اخطأ الكثير من النساخ عند اثباتهم لاسم الدروع على ملحقاته ، وهذا ما أوقعنا فيأول الامر في حيرة أمام نسختين متفاوتتين في الحجم بشكل بيِّن ، وباختلاف لا يمكن الاعراض عنه في متنيهما ، الا ان هذه الحيرة لم تثبِّط من جدنا في محاولتنا لتحقيق هذا الكتاب النفيس حيث تبيَّن لنا بعد البحث عن حقيقة هذا التفاوت انّا أمام كتابين مختلفين وإن كانا ينبعثان من أصل واحد ، وهذه النتيجة الحاسمة تشكَّلت لدينا نتيجة جملة قاطعة من الأدلة الواقعية.
فلّما كان لدينا تصور واضح حول وجود نسخة خطية لكتاب أنجز تأليفه الشيخ ابراهيم بن علي العاملي الكفعمي رحمهالله ليكون مكمّلاً وملحقاً ، او حتى مختصراً ـ كما يبدو لمن يتأمّله ـ مع بعض الاختلاف اليسير في عباراته ، فان هذه الملاحظة المهمة كان معضدة لما تحققنا منه عند مطالعتنا للنسخة الثانية ـ الصغيرة الحجم والتي أُثبت عليها اسم الدروع الواقية اشتباها ـ باكملها دون اهمال سطر منها ، وهو ما اكد صحة وجود هذين الكتابين تحت اسم واحد رغم أختلاف مؤلفيهما والتفاوت البيّن بين متنيهما.
حقاً ان هناك تشابهاً كبيراً بين النسختين بشكل قد يُخدع به الكثيرون ، كما في مقدمتيهما وترتيب فصوليهما ومحتوييهما وغير ذلك من الموارد المتعددة ، الا ان