أهمية الكتاب العلمية :
** تنبع قيمة الكتاب العلمية من تتبع الكاتب للحوادث التاريخية في المدينة. في فترة القرن الثاني عشر الهجري ، والتي لم تحظ بالدراسة العلمية الوافية رغم أهميتها ، وتكتسب هذه الفترة أهميتها من العوامل التالية :
* ظهور عدد من الدعوات الإصلاحية ، في العالم الإسلامي ، ولقد كانت المدينة المنورة ، بحكم قدسيتها ، مركزا دينيا هاما تلقى العديد من الشخصيات الفكرية ، في مسجدها الشريف ، جزءا من دراستهم العلمية على يد بعض علمائها كالشيخ إبراهيم الكوراني (١٦) ، والشيخ أبي الطاهر الكوراني (١٧) ، والشيخ محمد حياة السندي (١٨) ، والشيخ عبد الله بن سيف والشيخ سليمان الكردي (١٩) ، رحمهمالله جميعا.
* وقع المجتمع المدني تحت تأثير تغييرات اجتماعية كثيرة في هذه الفترة الزمنية بسبب عامل الهجرة إليها من جميع أنحاء العالم الإسلامي. لعل في ذلك ما يلقي الضوء على ذلك الاتجاه العلمي ، الذي ظهر لدى بعض أدباء المدينة في تلك الفترة وهو التأليف في علم أنساب الأسر وما يتصل بوجودها في المجتمع المدني من حرف ، وأعمال ووظائف ، وما يتصف به أفرادها من أخلاق وطباع.
* شهدت هذه الفترة صراعا شديدا بين المواطنين في مجتمع المدينة ، وبين المسؤولين عن إدارة شؤونها الذين كانوا أغوات يتولون مشيخة الحرم النبوي الشريف ، ويبدو أن الدولة العثمانية كانت تتولى تعيين هؤلاء الأغوات الذين لم يحسنوا ، في فترة القرن الثاني عشر الهجري ، تصريف أمور البلدة المقدسة.
* لقد كانت فترة القرن الثاني عشر الهجري فترة متميزة من حيث الإنتاج العلمي ، حيث ساهم هؤلاء الأدباء في إمداد القصيدة العربية بزخم شعري جديد ، كما حافظوا على شكلها التقليدي بما أبدعوه من قصائد سموها «ملاحم شعرية» وهي قصائد تعكس ـ بكل صدق ـ الحياة الدينية والسياسية والاجتماعية للمدينة في تلك الفترة وتشكل هذه القصائد مصدرا رئيسيا لتاريخ المدينة.