الحكيم الذي صقلته تجارب الأيام ولا يتردد في أن يستثمر تجربته تلك استثمارا تلمح من خلاله تلك المعاني القوية التي كان الشاعر يؤمن بها .. فلنستمع إليه مخاطبا شيخه محمد العمري ـ رحمهالله ـ في شأن الأمة الإسلامية ، وهي أبيات من قصيدة نظمها في عام ١٣٤٣ ه.
فيا شاعر الشرق المجيد ومن سمت |
|
به الضاد مجدا واستوت منه في كهف |
تدارك رعاك الله شعبا مضيعا |
|
تعمق فيه الجهل وانحط في الخسف |
تدارك رعاك الله شعبك إنه |
|
يهيم به التضليل في المهمه القف |
يجوب فيافي الجهل في حالك الدجى |
|
ورائده الأهواء في المظلم العسف |
يخبط فيها خبط عشواء هائما |
|
فمن سبسب سهل إلى هضبة زلف |
ويسبح في بحر الغواية عائما |
|
يقلبه التيار بالزفزف العصف |
فثر فيه واترك لليراع سبيله |
|
فقد بات حينا لا يبين ولا يخفي |
وأمطر به في القوم نارا وإن هم |
|
أثابوا إلى الحسنى فويلا من العطف |
وبيّن لهم معنى الحياة فإنها |
|
نأت عنهم لكن يطل من السجف |
فذاك (هيجو) قد أهاب بنهضة |
|
أقام بها الشعب الفرنسي من الضعف |
نهوضا فقد طال السكوت وهذه |
|
أعاصيره تسفى على الشعب ما تسفي |
وثابر ولا يثبط نهوضك دونه |
|
فقد يسلم المفؤود من حافة الحتف |
** رحم الله أبا عدنان فما أجدرنا اليوم بعد انقضاء أكثر من ستين عاما