وكان الوريث لهؤلاء الثلاثة الذي ذكرنا هو السيد عبيد عبد الله مدني ـ رحمهالله ـ وباستثناء الومضات النقدية التي دونها الأستاذ عبد الله عبد الجبار في دراسته القيمة عن الأدب السعودي حول إنتاج هذا الرائد إلا أن صاحب المثنيات المعروفة يظل ينتظر الفارس المرتقب الذي يكشف عن قيمة إنتاجه الشعري وخصوصياته ودوره في دعم مسيرة الأدب السعودي ثم جاء من بعده جيل ساهم في دفع حركة الشعر في العالم العربي نحو آفاق الإبداع ومجالات التجديد وهو جيل لم يتوقف عند آثار الماضي مجترا تجارب الآخرين ومحاكيا لأساليبهم ولكنه أيضا لم يتنكر لتراثه وينقطع عن جذوره كان من هؤلاء عبد السلام حافظ ومحمد هاشم رشيد وماجد الحسيني وعبد الرحمن رفه ومحمد العامر الرميح ومحمد العيد الخطراوي وحسن الصيرفي وخالد رجب وكان هذا الأخير عبقرية شعرية فذة إلا أن شعلة الحياة انطفأت فيه فجأة كما أخبرني بذلك أستاذنا الفاضل «محمد حميدة» والذي كان زميلا لهذا الشاعر في المرحلة الابتدائية ولعل في كتاب المرحوم الأستاذ عبد العزيز الربيع «ذكريات طفل وديع» ما يشير إلى آثار هذه العبقرية التي ربما كانت في بروزها واختفائها المفاجىء تتشابه في جوانبها مع عبقرية القاص «محمد عالم أفغاني» أحد أعضاء الأسرة الأدبية بالمدينة والذي كان ـ رحمهالله ـ له مع زميله الآخر على رضا حوحو دور متميز وجدير بالدراسة في نشأة فن القصة في بلادنا كما أشار إلى ذلك معالي الأستاذ عبد العزيز الرفاعي في إحدى دراساته النقدية التي سبق له أن نشرها بمجلة المنهل الغراء.
ولكن عبد السلام حافظ لم يتوقف إبداعه عند فن الشعر فلقد أخذه طموحه إلى عوالم أخرى من الكتابة منها التاريخ والسيرة النبوية والدراسة الأدبية والقصة أيضا ففي التاريخ توجهت جهوده للكتابة عن جوانب من تاريخ المدينة وفي السيرة نجده يسبر أعماق الماضي ويتجول بين آثار عظمائه ليخرج لنا مصدرا علميا في سيرة سيد العظماء صلىاللهعليهوسلم ولم يكن غريبا على هذا الرائد وهو الذي حلقت روحه في أجواء ذلك المقام البهي وتنسمت الشذى العبق بين مرابع الخير ومنازل الوحي أن يشارك بإحساسه وقلمه في تصوير هذا الماضي العظيم.
لم تحل الظروف بينه وبين المشاركة والتفاعل الإيجابيين فلقد كان قلمه