محمّد ، أنا أبو الحسن اللّنباني (١) ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، أنا خالد بن خداش ، نا حمّاد بن زيد ، عن محمّد بن عمرو.
أن عنبسة بن سعيد دخل على عمر بن عبد العزيز ، فلمّا أراد أن يخرج قال : يا أبا خالد أكثر ذكر الموت ، فإنك لا تذكره عند واسع من الأمر إلّا ضيّقه عليك ، ولا تذكره عند ضيّق من الأمر إلّا وسّعه عليك.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، وأحمد ابن الحسن ، قالا : نا أبو العبّاس ـ هو الأصم ـ نا إبراهيم بن مرزوق.
ح وأخبرنا أبو الوقت عبد الأول ابن عيسى ، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله ، أنا أبو محمّد بن أبي شريح ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عقيل بن الأزهر الفقيه ، نا محمّد بن فضيل قالا : نا سعيد بن عامر ، عن أسماء بن عبيد قال (٢) :
دخل عنبسة ـ زاد ابن فضيل : بن سعيد ـ على عمر بن عبد العزيز فقال : يا أمير المؤمنين إنه قد كان من كان قبلك يعطونا عطايا منعتناها ، وإنّ لي عيالا وضيعة ، وقد أحببت أن أتعاهد ضيعتي ، وما يصلح عيالي ، فقال عمر بن عبد العزيز : أحبكم (٣) إلينا من فعل ذلك ، فلمّا ولّى قال : أبا خالد ، أبا خالد ، أكثر ـ وقال ابن فضيل : فأقبل فقال : أكثر ـ من ذكر الموت فإنّك لا تذكره وأنت في سعة من العيش إلّا ضيّقه عليك ، ولا تذكره وأنت في ضيق من العيش إلّا وسّعه عليك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٤) ، نا سعيد بن أسد ، نا ضمرة ، عن رجاء بن أبي سلمة قال : قال عنبسة بن سعيد بن العاص [لعمر](٥) بن عبد العزيز حين قطع الرزق عن الصحابة ـ صحابة بني أمية ـ : يا أمير المؤمنين ، إنّي أرى أمرا لا يصلحه إلّا النظر في الضيعة ، قال : على الرشاد يا أبا خالد ، ولكن أكثر ذكر الموت ، فإنّك لن تجعله في كثير إلّا قلّ ، ولا في قليل إلّا كثر ، على الرشاد يا أبا خالد.
__________________
(١) الأصل : اللبناني ، بتقديم الباء ، تصحيف ، والتصويب عن م ، والسند معروف.
(٢) الخبر في سيرة عمر لابن الجوزي ص ١٣٩ والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ١ / ٦١٤.
(٣) سيرة عمر لابن الجوزي : أحبكم إلينا من كفانا مئونته.
(٤) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ ١ / ٦١٣.
(٥) الزيادة عن م والمعرفة والتاريخ.