أن أبا الدّرداء لما نزل به الموت دعا أم الدّرداء ضمّها إليه وبكى وقال : يا أم الدّرداء قد ترين ما نزل بي من الموت إنه والله قد نزل بي أمر لم ينزل بي قط أمر أشدّ منه ، فإن كان لي عند الله خير فهو أهون ما بعده ، وإن تكن (١) الأخرى فو الله ما هو فيها بعده إلّا كحلاب ناقة ، ثم بكى وقال : يا أم الدّرداء اعملي لمثل مصرعي هذا ، يا أم الدّرداء اعملي لمثل ساعتي هذه ، ثم دعا ابنه بلالا ، فقال : ويحك يا بلال ، اعمل لساعة الموت ، اعمل لمثل مصرع أبيك ، واذكر به صرعتك وساعتك ، فكأن قد. ثم قبض.
أخبرنا أبو المظفّر القشيري ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر ، قالا : أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا إسحاق بن أحمد الكادي ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، نا أبي [نا](٢) الوليد بن مسلم ، حدّثني ابن جابر ، عن إسماعيل بن عبيد الله ، عن أم الدّرداء.
أن أبا الدّرداء لما احتضر جعل يقول : من يعمل لمثل يومي هذا؟ من يعمل لمثل ساعتي هذه؟ من يعمل لمثل مضجعي هذا ثم يقول : (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ كَما لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ)(٣).
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث ، نا أبو بكر بن اللّالكائي (٤) ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا داود بن عمر الضّبي ، نا محمّد بن الحسن (٥) الأسدي ، نا محمّد بن المبارك ، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، عن إسماعيل بن عبيد الله ، حدّثني أم الدّرداء قالت (٦) :
أغمي على أبي الدّرداء وبلال ابنه عنده ، فقال : اخرج عني ثم قال : من يعمل لمثل مضجعي هذا؟ من يعمل لمثل ساعتي هذه؟ (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ كَما لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) ثم يغمى عليه ، ثم يفيق فيقولها حتى قبض.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو علي بن أبي نصر ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا أبي ، نا أبو قلابة ، حدّثني أبي ، نا عبد الله بن المبارك ، نا
__________________
(١) الأصل وم : يكون ، والمثبت عن «ز».
(٢) زيادة عن م و «ز».
(٣) سورة الأنعام ، الآية : ١١٠.
(٤) في «ز» : الالكاني.
(٥) «الحسن» سقطت من «ز».
(٦) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء من طريق ابن جابر عن إسماعيل بن عبيد الله عن أم الدرداء ١ / ٢١٧ مختصرا.