عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر قال :
لما حضرت أبو الدّرداء الوفاة جعل يقول : من يعمل لمثل مضجعي هذا؟ من يعمل لمثل ساعتي هذه ، قال : وجاء ابنه بلال بن أبي الدّرداء فقال : قم عني ، قال : ثم قال : (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ) ثم يردد : من يعمل لمثل مضجعي هذا؟ من يعمل لمثل ساعتي هذه؟ حتى فاظ (١).
كذا قال ، ولم يذكر أم الدّرداء في الإسناد.
أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت : أنا أبو طاهر بن محمود ، ونا أبو بكر بن المقرئ ، نا محمّد بن جعفر ، نا عبيد الله بن سعد ، نا ابن عائشة ، نا ابن المبارك ، نا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، حدّثني إسماعيل بن عبيد الله ، حدّثتني أم الدّرداء.
أنه أغمي على أبي الدّرداء فأفاق فإذا بلال ابنه عنده ، قال : قم فاخرج عني ، قال : من يعمل لمثل مضجعي هذا؟ من يعمل لمثل ساعتي هذه؟ قال : (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ كَما لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ) ثم يقول : أو هم أوهم فلم يزل (٢) يقول ذلك حتى مات.
أخبرنا بها عالية أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، وأبو بكر بن إسماعيل قالا : نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك (٣) ، أنا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، أخبرني إسماعيل بن عبيد الله ، حدثتني أم الدّرداء.
أنه أغمي على أبي الدّرداء فإذا ابنه عنده (٤) ، فقال : قم فاخرج عني ، ثم قال : من يعمل لمضجعي هذا؟ من يعمل لمثل ساعتي هذه؟ (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ كَما لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ)(٥) ، أتيتم ، ثم أغمي عليه ، فيلبث لبثة (٦) ، ثم يفيق فيقول مثل ذلك ، فلم يزل يردّدها حتى قبض.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت : أنا أبو طاهر الثقفي ، أنا محمّد بن إبراهيم بن علي ، نا محمّد بن جعفر ، نا عبيد الله بن سعد ، نا علي بن بحر القطان ، نا
__________________
(١) فاظ : مات. (تاج العروس).
(٢) في م : يقول ، تصحيف.
(٣) رواه عبد الله بن المبارك في الزهد والرقائق ص ١١ رقم ٣٢.
(٤) في الزهد والرقائق : فإذا بلال ابنه عنده.
(٥) سورة الأنعام ، الآية : ١١٠.
(٦) في الزهد : فلبث لبثا.