أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل ذاك. وقال الترمذي : فقيل ذاك (١) ـ ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقول الله ـ وقال البلخي : فيقال له ـ فيما ذا قتلت؟ فيقول : أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت ، فيقول الله كذبت ، وتقول له الملائكة : كذبت ، ويقول الله له : بل أردت أن يقال فلان جريء ، فقد قيل» ، ثم ضرب رسول الله صلىاللهعليهوسلم بيده على ركبتي فقال : «يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق تسعر بهم جهنم (٢) يوم القيامة».
قال أبو عثمان الوليد ـ زاد الترمذي : المدائني (٣) ـ فأخبرني عقبة أن شعيّا (٤) هو الذي دخل على معاوية فأخبره بهذا.
قال أبو عثمان : وحدّثني العلاء بن أبي حكيم أنه كان سيافا لمعاوية قال : فدخل رجل فحدثه ـ وقال الترمذي : فدخل عليه رجل فأخبره بهذا ـ عن أبي هريرة فقال معاوية : قد فعل بهؤلاء هذا فكيف بمن بقي من الناس؟ ثم بكى معاوية ونشج (٥) بكاء شديدا حتى ظننا أنه هالك ، وقلنا قد جاءنا هذا الرجل بشرّ ، ثم أفاق معاوية ومسح عن وجهه ثم قال ـ وقال الترمذي : وقال ـ صدق الله ورسوله (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ. أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ، وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها ، وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ).
رواه الحسن بن عيسى بن ياسر بن حسن عن ابن المبارك ، وقال العلاء بن يحيى ، وقال : أبو عثمان : ولم يشك ، فلعل أبا حكيم ولد العلاء اسمه يحيى والله أعلم.
أنبأنا أبو الغنائم ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أخبرنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ وهذا لفظه ـ قالوا : وأخبرنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قالا : أخبرنا أحمد بن عبدان ، أخبرنا محمّد بن سهل ، أخبرنا محمّد بن إسماعيل قال (٦) :
العلاء بن أبي حكيم وكان سيافا لمعاوية ، يعدّ في الشاميين ، سمع معاوية (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها) قاله ابن مقاتل ، عن ابن المبارك عن حيوة عن الوليد.
__________________
(١) كذا بالأصل وم و «ز» ، والذي في سنن الترمذي : فقد قيل ذاك.
(٢) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الترمذي : تسعر النار.
(٣) كذا بالأصل وم و «ز» ، ولم ترد لفظة : «المدائني» في سنن الترمذي.
(٤) الأصل : سفيان ، تصحيف ، والتصويب عن م ، و «ز» ، والترمذي.
(٥) كذا ، واللفظة ليست في سنن الترمذي.
(٦) التاريخ الكبير للبخاري ٦ / ٥٠٨.