عياش بن أبي ربيعة وسلمة بن هشام فقال : تركتهما في ضيق وشدة وهما في وثاق ، رجل أحدهما مع رجل صاحبه ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «انطلق حتى تنزل بمكة على القين ، فإنه قد أسلم فتغيب عنده واطلب الوصول إلى عياش وسلمة ، فأخبرهما أنك رسول رسول الله بأن تأمرهما أن ينطلقا حتى يخرجا».
قال الوليد : ففعلت ذلك فخرجا ، وخرجت معهما ، فكنت أسوق بهما فحامة من الطلب والفتنة حتى انتهينا إلى ظهر حرة المدينة.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور ، أنا أبو طاهر المخلص ، أنا أبو الحسين رضوان بن أحمد ـ إجازة ـ أنا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال (١) : في تسمية من هاجر الهجرة الأولى إلى أرض الحبشة من بني مخزوم بن يقظة بن مرة : عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة هاجر معه ـ يعني مع سلمة بن هشام ـ ولحق به أخواه (٢) : أبو جهل بن هشام والحارث بن هشام ، فرجعا به إلى مكة فحبساه بها حتى مضى بدر وأحد والخندق.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن (٣) بن علي ، أنا أبو عمر بن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد (٤) ، أنا علي بن محمّد عن يزيد بن عياض عن الزهري قال : كتب رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى الحارث ومسروح ونعيم بن عبد كلال من حمير :
سلم أنتم ما آمنتم بالله ورسله ، وأن الله وحده لا شريك له بعث موسى بآياته وخلق عيسى بكلماته. قالت اليهود عزير ابن الله ، وقالت النصارى : الله ثالث ثلاثة عيسى ابن الله. قال : وبعث بالكتاب مع عياش بن أبي ربيعة المخزومي ، وقال : «إذا جئت أرضهم فلا تدخلن ليلا حتى تصبح ، ثم تطهّر فأحسن طهورك ، وصلّ ركعتين ، وسل الله النجاح والقبول ، واستعذ بالله وخذ كتابي بيمينك وادفعه بيمينك في أيمانهم فإنهم قابلون ، واقرأ عليهم : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ)(٥) فإذا فرغت منها فقل : آمن محمّد ، وأنا أول المؤمنين ، فلن يأتيك حجّة إلّا دحضت ، ولا كتاب زخرف إلّا ذهب
__________________
(١) سيرة ابن إسحاق ص ١٥٦ رقم ٢١٨.
(٢) الأصل وم و «ز» : «أخوه» والمثبت عن ابن إسحاق.
(٣) الأصل وم و «ز» : «الحسين» تصحيف ، والسند معروف.
(٤) الخبر والكتاب في طبقات ابن سعد ١ / ٢٨٢.
(٥) سورة البينة ، الآية الأولى.