قال محمّد بن عمر : فلم يزل عياض واليا لعمر على حمص حتى مات بالشام سنة عشرين في خلافة عمر ، وهو ابن ستين سنة ، ومات وما له مال ولا عليه دين لأحد.
وهذا القول يدل على أنّهما واحد ، وهو الصواب ، وحكى عبيد الله (١) بن محمّد بن أبي محمّد اليزيدي عن محمّد بن سعد نحو هذا القول.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد قال : قال محمّد بن سعد :
عياض بن غنم بن زهير بن أبي شدّاد بن ربيعة بن هلال بن ضبّة بن الحارث بن فهر ، أسلم عياض قديما قبل الحديبية ، وشهد الحديبية وكان بالشام مع أبي عبيدة بن الجرّاح ، فلما حضرت أبا عبيدة الوفاة ولي عياض بن غنم عمله الذي كان عليه ، فأقره عمر بن الخطّاب على عمله حتى مات ، وكان عياض رجلا صالحا سمحا (٢) ، مات يوم مات وماله مال ، ولا عليه دين لأحد ، وتوفي بالشام سنة عشرين وهو ابن ستين سنة.
ومن حديث عبد الرزّاق عن معمر عن الزهري قالوا : توفي أبو عبيدة بن الجراح ، واستخلف ابن عمه عياض بن غنم.
أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي ، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفر ، أنا أبو علي المدائني ، أنا أبو بكر بن البرقي ، قال :
عياض بن غنم الفهري ، يقال : إنه خال أبي عبيدة بن الجراح ، ويقال غير ذلك ، وهو عياض بن غنم بن زهير بن أبي شدّاد بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبّة بن الحارث بن فهر ، وله فتوح كثيرة ، توفي في خلافة عمر بن الخطّاب ، وكان عمر بن الخطّاب استخلفه بعد وفاة أبي عبيدة مكان أبي عبيدة بالشام ، فلم يقم إلّا يسيرا حتى مات ، ثم ولي بعده سعيد بن عامر بن حذيم في ما ذكر ابن شهاب الزهري ، له حديث.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد. زاد أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل قال (٣) : عياض بن غنم الفهري القرشي له صحبة.
__________________
(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : عبد الله.
(٢) في «ز» : شيخا.
(٣) التاريخ الكبير للبخاري ٧ / ١٨.