أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، أنا عبد العزيز بن أحمد ، أنا المسدّد بن علي بن عبد الله ، أنا أبي ، نا أبو القاسم عبد الصمد بن سعد ، نا عبد الله بن علي ، نا عبد الله بن عبد الجبار ، نا إسماعيل قال : قال صفوان عن المشيخة : إنّ عمر رزق عياض بن غنم حين ولّاه جند حمص كل يوم دينارا ومدّين (١) وشاة.
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه ، أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد الله بن محمّد ، نا ابن أبي عاصم ، نا الحوطي ، نا إسماعيل بن عياش قال :
كان يقال له ـ يعني لعياض بن غنم ـ «زاد الراكب» يطعم الناس زاده فإذا نفد نحر لهم بعيره (٢).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن العباس ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين (٣) بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن موسى بن عقبة قال :
لما ولي عياض بن غنم قدم عليه نفر من أهل بيته يطلبون صلته ومعروفه ، فلقيهم بالبشر فأنزلهم (٤) وأكرمهم ، فأقاموا أياما ، ثم سألوه في الصلة ، وأخبروه بما تكلّفوا من السفر إليه ، رجاء (٥) معروفه ، فأعطى كلّ رجل منهم عشرة دنانير ، وكانوا خمسة ، فردوها واستخطوا ونالوا منه. فقال : أي بني عمّ ، والله ما أنكر قرابتكم ولا حقكم ، ولا بعد شقتكم ، ولكن والله ما خلصت إلى ما وصلتكم به إلّا ببيع خادمي ، وبيع ما لا غنى لي عنه ، فاعذروني قالوا : الله ما عذرك الله ، إنك والي نصف الشام ، وتعطي الرجل منا ما جهده أن يبلغه إلى أهله ، فقال : فتأمروني أن أسرق مال الله ، فو الله لأن أشقّ بالمنشار ، أو وأبرى كما يبرى السّفن (٦) أحبّ إليّ من أن أخون فلسا ، أو أتعدّى وأحمل على مسلم ظلما ، أو على معاهد قالوا : قد عذرناك في ذات يدك ومقدرتك ، فولنا أعمالا من أعمالك نؤدي ما يؤدي الناس إليك ، ونصيب ما يصيبون من المنفعة ، فأنت تعرف حالنا وأنّا ليس نعدو ما جعلت لنا قال :
__________________
(١) كذا بهذه الرواية بالأصل وم و «ز» : «ومدّين» ، وجاء في رواية ابن سعد ٧ / ٣٩٨ : دينارا ومدّا وشاة.
(٢) أسد الغابة ٤ / ٢٨.
(٣) الأصل : «الحسن» تصحيف ، والتصويب عن م و «ز» ، والسند معروف.
(٤) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المختصر : وأبرّ لهم.
(٥) الأصل وم و «ز» : «وجعل» والمثبت عن المختصر.
(٦) السفن : الفأس العظيمة (راجع اللسان ، وتاج العروس : سفن).