حبس (١) هشام بن عبد الملك عياض بن مسلم كاتبا للوليد بن يزيد وضربه وألبسه المسوح ، فلم يزل محبوسا حتى مات هشام ، فلما ثقل هشام وصار في حدّ لا ترجى لمن كان في مثله الحياة ، فرهقته غشية وظنّوا أنه قد مات ، فأرسل عياض بن مسلم إلى الخزّان أن احتفظوا بما في أيديكم ، فلا يصلنّ أحد إلى شيء ، فأفاق هشام من غشية فطلبوا من الخزّان شيئا ، فمنعوهم فقال هشام : أرانا كنا خزّانا للوليد ، ومات هشام من ساعته ، فخرج عياض من الحبس ، فختم على الأبواب والخزائن ، وأمر بهشام ، فأنزل عن فراشه ، ومنعهم من أن يكفّنوه من الخزائن فكفّنه غالب مولى هشام ، ولم يجدوا ما (٢) يسخن فيه الماء حتى استعاروه ، فقال الناس : إنّ في هذا لعبرة لمن اعتبر.
رواها ابن أبي الدنيا في كتاب المحتضرين عن هارون بن أبي يحيى السّلمي عن شيخ من قريش ، فذكرها بعينها ولم يسمّ المنهال ، وسيأتي في ترجمة هشام إن شاء الله.
__________________
(١) الخبر في تاريخ الطبري ٤ / ٢٢٣ (طبعة بيروت) حوادث سنة ١٢٥.
(٢) في الطبري والمختصر : ولم يجدوا قمقما يسخن فيه الماء.