أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنبأنا أبو الحسن بن جوصا ـ إجازة ـ.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنبأنا أبو الحسن الربعي ، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنبأنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ قال :
سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة : عيسى بن أبي عطاء.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطّبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب قال : وفيها يعني سنة خمس وعشرين ومائة قدم عيسى بن أبي عطاء على أرض مصر ، ونزع عنها حفص بن الوليد ، قدم في شوال.
قال : وحدّثنا يعقوب (١) ، حدّثنا زيد بن بشر ، حدّثنا شعيب بن يحيى قال :
قدم يعقوب بن الأشج (٢) ، فدخل على عيسى بن أبي عطاء يسلّم عليه ـ وكان على مصر ، وكان من أهل المدينة ـ فقال له عيسى بن أبي عطاء : هنيئا لكم تغزون ، وترابطون ، ولا نقدر نغزو ولا نرابط. فقال له يعقوب بن الأشج : وأنت في خير ، فلما خرج قال : ما صنعت ، لقد تكلمت بكلمة ما أراه يكفرها إلّا الشهادة ، فتجهّز وخرج إلى الغزو ، فعقد (٣) لرجل على سرية فلبس سلاحه ، وربط وسطه ، وجلس ينتظر خروج القوم ، فقال لهم : من ولي علينا؟ قالوا : فلان البري (٤) ، فقال البري (٥) يطير فلا يرجع ـ وكأنه (٦) تطير باسمه ـ قال : وما عليّ من ولي علينا فنام ـ وهو جالس ينتظرهم ـ ثم انتبه فقال لمن حوله : رأيت والله الساعة كأني أدخلت الجنّة وشربت فيها لبنا ، فقالوا له : فإنّا نعزم عليك إلّا استقيت فاستقاء ، فقاء لبنا ، ثم خرج مع السرية فأصيبت السرية بموضع يقال له بحيرة السطير ، فقدم بكير بن الأشج بعده فقيل له : ألا تدخل فتسلم على عيسى بن أبي عطاء فقال : إنه لرجل لا نظرت إلى وجهه أبدا ، أخاف أن أزلّ كما زلّ أخي.
__________________
(١) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ ١ / ٦٦١ ـ ٦٦٢.
(٢) هو يعقوب بن عبد الله بن الأشج ، ترجمته في تهذيب التهذيب ١١ / ٣٩٠.
(٣) كذا بالأصل وت ، وفي المعرفة والتاريخ : فقعد له رجل على سرية.
(٤) غير واضحة بالأصل وت ، والمثبت عن المعرفة والتاريخ. و
(٥) غير واضحة بالأصل وت ، والمثبت عن المعرفة والتاريخ. و
(٦) الأصل : وكان ، والمثبت عن ت والمعرفة والتاريخ.