فرأى فيهم الغنيّ والفقير ، والحسن الصورة ودون ذلك ، فقال : ربّ لو سوّيت بين عبادك ، قال : إنّي أحب أن أشكر ، ورأى فيهم الأنبياء مثل السّرج عليهم النور وخصّوا بميثاق آخر في الرسالة والنبوة وهو الذي يقول : (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ ، وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً)(١) وهو الذي يقول (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها ، لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ)(٢) وكان روح عيسى في تلك الأرواح التي أخذ عليها العهد والميثاق ، فأرسل ذلك الروح إلى مريم ، قال : (فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا) إلى قوله : (وَكانَ أَمْراً مَقْضِيًّا) قال : (فَحَمَلَتْهُ)(٣) قال : حملت الذي خاطبه أو هو روح عيسى.
قال : فسأله مقاتل بن حيّان : من أين دخل الرّوح؟ فذكر عن أبي العالية عن أبيّ بن كعب أنه دخل من فيها.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن إبراهيم بن محمّد الكرماني ، أنبأنا أبو الفتح المظفّر بن حمزة بن محمّد الجرجاني ، أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن يوسف بن بامويه الأصبهاني.
ح وأخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل ، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الخلعي ، أنبأنا أبو محمّد بن النحّاس ، قالا : أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي ـ زاد الخلعي قال : حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل الطّلحي ثم اتفقا : ـ حدّثنا إبراهيم بن بيان بن إبراهيم الحنفي ـ بالكوفة ـ حدّثنا يعيش بن الجهم ، حدّثنا الحسن بن قتيبة الخزاعي ، عن حمزة الزيات ، عن شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قال :
قالت مريم الصّدّيقة :
كنت إذا خلوت حدّثني عيسى وحدّثته ، فإذا كان عندنا إنسان سمعته يسبّح في بطني ، وقال الخلعي : سمعت تسبيحه في بطني.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا يوسف بن يعقوب ، حدّثنا الحسن بن المثنى ، حدّثنا موسى بن مسعود أبو حذيفة ، حدّثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قال :
__________________
(١) سورة الأحزاب ، الآية : ٧.
(٢) سورة الروم ، الآية : ٣٠.
(٣) سورة مريم ، الآيات ١٧ ـ ٢٢.