ح وأخبرنا أبو الفتح الفقيه ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو محمّد الحسن بن علي بن أحمد بن بشار السّابوري (١) ـ بالبصرة ـ أنا أبو بكر محمّد بن بكر بن محمّد بن عبد الرزّاق التمار ، قالا : نا أبو داود سليمان بن الأشعث ، نا حامد (٢) بن يحيى ـ زاد اللؤلؤي : البلخي ، ثم اتفقا ـ نا سفيان ، نا الزهري ، وسأله إسماعيل بن أمية فحدّثناه الزهري أنه سمع عنبسة بن سعيد القرشي يحدّث عن أبي هريرة قال :
قدمت المدينة ورسول الله صلىاللهعليهوسلم حين افتتحها (٣) فسألته أن يسهم لي ، فتكلم بعض ولد سعيد بن العاص فقال : لا تسهم له يا رسول الله ، قال : فقلت : هذا قاتل ابن قوقل ، فقال سعيد بن العاص : يا عجبا لو بر (٤) قد تدلّى علينا من قدوم ضأن (٥) يعيّرني بقتل امرئ مسلم أكرمه الله على يديّ ، ولم يهنّي على يديه.
قال الخطيب : كذا روى أبو الدرداء هذا (٦) الحديث عن حامد بن يحيى ، وقال فيه ، فقال سعيد بن العاص : وإنّما هو سعيد (٧) بن العاص ، واسمه أبان ، وهو الذي قال : لا تسهم له يا رسول الله.
وأخبرنا أبو الفتح (٨) ، نا أبو بكر ، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن غالب الفقيه الخوارزمي المعروف بابن البرقاني قال : قرأنا على محمّد بن علي الحسّاني ، حدّثكم عبد الله بن أبي العاصي ، نا سعيد بن منصور ، نا إسماعيل بن عيّاش ، عن محمّد بن الوليد ، عن الزهري.
أن عنبسة بن سعيد أخبره أنه سمع أبا هريرة يحدّث سعيد بن العاص أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم
__________________
(١) هذه النسبة إلى سابور : بلدة من بلاد فارس قريبة من كازرون (الأنساب).
(٢) تقرأ في الأصل : «مجاهد» ، وفي م : «جاهد» كلاهما تصحيف ، والصواب ما أثبت ، راجع ترجمة أبي داود سليمان بن الأشعث في تهذيب الكمال ٨ / ٥.
(٣) يعني خيبر.
(٤) الوبر : دويبة على قدر السنور غبراء أو بيضاء حسنة العينين ، شبه به تحقيرا له (راجع النهاية لابن الأثير).
(٥) قدوم ضأن : ثنية أو جبل السراة من أرض دوس (معجم البلدان).
(٦) الأصل : بهذا ، والمثبت عن م.
(٧) كذا بالأصل وم ، وهو خطأ ولعل الصواب : «وإنما هو ابن سعيد بن العاص ، واسمه أبان» وهو ما ورد في مغازي الواقدي ٢ / ٦٨٣.
(٨) أقحم بعدها بالأصل وم : أبو بكر.