المنزل وقد نهيتني ، إلهي أنا إذا ذكرت ذنوبي ومعاصيّ لم تقرّ عيني للذي كان مني ، فأنا تائب إليك ، فاقبل ذلك مني ، ولا تجعلني لنار جهنم وقودا بعد توحيدي ، وإيماني بك.
واغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين برحمتك آمين يا رب العالمين.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا ابن المبارك (١) ، أنا بقية بن الوليد ، أنا أبو سلمة الحمصي ، حدّثني يحيى بن جابر قال :
قدم علينا عون بن عبد الله فقعد إلينا في المسجد فوعظنا بموعظة لم يسمع بمثلها ثم قال : أين مسجدكم الذي كان يصلي فيه أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فذهبنا به إليه ، فتوضأ وصلى فيه ركعتين ، ثم قال : هل من الجند أحد مريض نعوده؟ فقلنا : نعم ، فأتينا يزيد بن ميسرة ، فلما قعدنا وعظنا موعظة أنسانا التي قبلها ، فاستوى يزيد بن ميسرة وهو مريض ، فقال : بخ بخ ، لقد استعرضت بحرا عريضا ، واستخرجت منه نهرا عريضا ، ـ أو قال عظيما ـ ونصبت عليه شجرا كبيرا (٢) ، فإن كان شجرك شجرا مثمرا أكلت وأطعمت ، وإن كان شجرك غير مثمر فإن في أصل كلّ شجرة فأسا ـ قال : يقول ابن ميسرة لعون : ثم ما ذا؟ ـ قال عون : ثم يقطع ، قال ابن ميسرة : ثم ما ذا؟ قال عون : ثم توقد بالنار ، فسكت ابن ميسرة.
قال بقية : فسمعت عتبة بن أبي (٣) حكيم يقول : قال عون : ولقيته بواسط ما وقعت من قلبي موعظة قط كموعظة يزيد بن ميسرة.
قال (٤) : وأنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، حدّثناه محمّد بن عمرو بن حيّان الكلبي الحمصي ، نا بقية بن الوليد ، نا أبو سلمة سليمان بن سليم ، حدّثني يحيى بن جابر الطائي ، قال :
قدم علينا عون بن عبد الله ، فدخل المسجد فوعظنا بموعظة لم نسمع بمثلها ، فقال : هل فيكم أحد مريض نعوده؟ قال : قلنا : يزيد بن ميسرة ، قال : فقمنا معه إلى مسجد أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم الذي كان يصلون فيه ، فدخله ، فركع ركعتين ، ثم مضينا حتى دخلنا معه على
__________________
(١) رواه ابن المبارك في كتاب الزهد والرقائق ص ٥٠٥ ـ ٥٠٦ رقم ١٤٤٣ وحلية الأولياء ٤ / ٢٥٢.
(٢) كذا بالأصل وم ، وفي الزهد : شجرا كثيرا.
(٣) في الزهد : عتبة بن حكيم.
(٤) القائل : أبو عمر بن حيوية ، والخبر رواه ابن المبارك في كتاب الزهد لابن المبارك ص ٥٠٦ رقم ١٤٤٤.