ليس بأعور ، وإنّه مكتوب بين عينيه : كافر. يقرأه كلّ مؤمن ، فمن لقيه منكم فليتفل في وجهه وإنّ من فتنته أنّ معه جنة ونارا (١) ، فناره جنة وجنته نار ، فمن ابتلي بناره فليقرأ فواتح سورة الكهف ويستغيث بالله عزوجل تكن عليه بردا وسلاما ، كما كانت على إبراهيم صلىاللهعليهوسلم.
وذكر الحديث (٢) وفيه (٣) :
__________________
(١) في الأصل : (ونار) والتصحيح في سنن ابن ماجه
(٢) اللوحة ٤٢ آ
(٣) تتمة الحديث من سنن ابن ماجه ٢ / ١٣٥٦ وفيه :
وإنّ من فتنته أن يقول لأعرابي أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك؟ فيقول : نعم. فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه ، فيقولان : يا بني ، اتبعه فإنه ربك ، وإنّ من فتنته أن يسلط على نفس واحدة فيقتلها وينشرها بالمنشار حتى يلقى شقتين ، ثم يقول : انظروا إلى عبدي هذا فإني أبعثه الآن ثم يزعم أن له ربا غيري ، فيبعثه الله ويقول له الخبيث : من ربك؟ فيقول : ربي الله ، وأنت عدو الله ، أنت الدجال ، والله ما كنت بعد أشدّ بصيرة بك مني اليوم.
قال أبو الحسن الطنافسي : فحدثنا المحاربي ، ثنا عبيد الله بن الوليد الوصافي ، عن عطية ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
ذلك الرجل أرفع أمتي درجة في الجنة.
قال : قال أبو سعيد : والله ما كنا نرى ذلك الرجل إلا عمر بن الخطاب حتى مضى لسبيله قال المحاربي : ثم رجعنا إلى حديث أبي رافع ؛ قال :
وإنّ من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر ، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت. وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه فلا تبقى لهم سائمة إلا هلكت ، وإن من فتنته أن يمر بالحي فيصدقونه فيأمر السماء أن تمطر فتمطر ، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت وأعظمه ، وأمده خواصر وأدره ضروعا ، وإنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه وظهر عليه إلا مكة والمدينة لا يأتيهما من نقب من نقابهما إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلتة (أي مجردة من أغمادها) حتى ينزل عند الظّريب الأحمر عند منقطع السّبخة (هي الأرض التي تعلوها الملوحة) فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه فتنفي الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد ، ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص.