قد أقام في كربلاء منذ عدة سنوات ، فهاجموا بيته ونهبوه ثم أخذوا البيت منه ودمروا ممتلكاته من دون أن يكون بوسع أي أحد منعهم أو التصدي لهم بشيء ، فاضطر النواب المسكين إلى الهزيمة والنجاة بنفسه إلى بغداد التي لم يزل يقيم فيها على ما أعلم. وهم يذهبون في فسادهم وخلاعتهم حتى إلى حد أنهم ، حينما يعلمن أن أحد الزوار يصطحب معه زوجة جميلة أو أختا حسناء ، يبعثون ليأتون بها إليهم. وحينما يرفض ذلك يعمدون إلى سرقتها منه بحيلة من الحيل أو إلى اغتصابها بالقوة. وكثيرا ما كان يحدث هناك أن تفقد زوجات بعض الناس على هذه الشاكلة لمدة أسبوع أو أكثر ، فيعدن إلى أهلهن بعد ذلك بحالة يرثى لها ، فقد سمعت أحد الإيرانيين أنا بنفسي يتذمر من معاملة زوجته بهذه الطريقة. وبعد ، أليست هذه حالة وتدعو بصراحة إلى الاقتصاص والإصلاح؟ إنها واحدة من ألف حالة من حالات سوء الحكم والفوضوية التي تلفت نظر أولئك الذين يمرون بالبلاد ، وتدل على تعاسة سكانها وشقائهم.
٢ أول كانون الثاني
لا يزال الأعراب مرابطين في عقرقوف وعلى الطريق الموصل إلى الحلة بحيث تستحيل السفرات إلى تلك الجهات الآن. غير أنه قد تأكد لدى الناس أنهم أخذوا يتنازعون فيهم بينهم ، ولا أدري إذا كان ذلك يعزى إلى تأثيرات سياسة الپاشا فيهم أو إلى قلة ما يتيسر من العنف والسلب. ومع كل هذا فإنهم ما زالوا يسيطرون على الريف من دون معارضة إلى حد أبواب المدينة نفسها.
لقد وردت رسائل من ششتر تدل على أن إيران تعاني أشد حالات الفوضى والاضطراب في الوقت الحاضر ، وأن عدة قوافل قد نهبت حتى استحال خروج أحد في الطريق. وتتفق الروايات الواردة من همذان وكرمنشاه مع هذه الأخبار أيضا ، ولم يتأيد غير ذلك سوى وفاة الشاه (١) في أصفهان.
__________________
(١) المعروف في التاريخ الإيراني أن فتح علي شاه القاجاري توفي سنة ١٨٣٤ م في الثامنة والستين من عمره بعد أن ظل متربعا على دست الحكم في إيران سبعا وثلاثين سنة. فأعقب ذلك نزاع عائلي على الحكم بين الأبناء. بدأه فرمان فرما حاكم فارس ـ