علم بصدقها» فقلت مصرّا «إنني حينما أجد قطعة من الحديد الحارة لدرجة الاحمرار في يد السيد سأصدق ذلك أنا أيضا ، وأعترف بأن مثل هذه القدرة لا بد أن تكون من عند الله مهما كانت الغاية منها» «ستفعل ، أليس كذلك؟» هذا ما أجابني به مرزا إيراني كان يحاول دوما استدراجي إلى الدخول في جدل ديني. ثم أردف قائلا «وهل ستوافق بعد ذلك على كل ما سيقوله؟ فأجبته بقولي «ولنفرض أنه سيصارحني بأن الله غير موجود ، فهل تريدني ان أؤيده في مثل هذا الاعتقاد؟» غير أنه رد عليّ يقول «كلا» ، لكن ذلك غير ممكن» ـ وعند ذلك أجبته «أبدا فإنه كان يحدث عندكم في السابق أن يقوم أناس من بينكم فيدعون بالربوبية ويزعمون أن لهم قوى خارقة ، بينما كان غيرهم ينكرون وجود هذا الشيء بالمرة. ولذلك يجب ان تلاحظوا بأنه ليس هناك من يستطيع أن يعد وعدا لا شائبة فيه بتصديق جميع ما قد يقوله شخص آخر قبل ان يسمع ما سيفضي به ويعرف ما إذا كان من المناسب ان يذعن له» فتدخل الپاشا وقال «ان ذلك حق ، فمن غير المعقول ان يفعل ذلك». فسكت المرزا ولم يتفوه بشيء بعد ذلك.
ثم قلت «والآن أرجو أن يسمح لي الپاشا بأن أسأله عما إذا كان قد شهد في يوم من الأيام أحد هؤلاء السادة وهو يقوم بالمعجزات الخارقة» فكان جوابه سلبيّا. وبعد ذلك التفت إلى رجل مسن كان متحمسا جدّا في أثناء المناقشة وسألته «وهل شاهدت أنت ذلك؟» فأجابني يقول «كلا ، لكنني كنت شاهدت أحدهم وهو يضع النار في فمه». فقلت «إن ذلك ما يمكن أن يفعله أي «حقه باز» أو مشعوذ بيننا ، ويدل على أن ذلك كله يمكن أن يكون ضربا من الحيلة». فعلق الپاشا بقوله «إنه يقول الصحيح ، فقد شاهدت أنا بنفسي مثل هذا الحيل يقوم بها أولئك الناس. ثم التفت إلى جميع من اشترك في الحديث من حضار المجلس ، ولكن لم يستطع ولا واحد منهم أن يقول إنه شاهد هو بنفسه أي شيء من هذا القبيل. ولذلك ابتدرت المرزا قائلا بعدم اكتراث إنه بالنظر لأنه لم يقدم لإثبات المعجزات المزعومة سوى التقولات والإشاعات فإنه لا يمكنه ان ينتظر مني ان أستسلم بحكمي أو رأيي الذي لا بد لي أن أحتفظ به حتى يكون هو مستعدّا لتقديم دليل أقوى مما جاء به من قبل.