داخل الغرفة فسأله : ما اسمك؟ ومن أين أنت؟ وكم صار لك في معية الصاحب؟ وهل يدفع لك أجرا أو أن أحدا بعثك معه؟ وهل أنت سعيد في خدمته؟ وبعد أن أجيب على جميع أسئلته هذه أضاف قائلا بلهجة حازمة «أي المسدسات يملك سيدك؟ اءتني بها» فأشرت له بأن يأتي بها ، وسرعان ما أصبحت بين يدي الأغا. وعندما رأى أن الطبنجات لها عدتها الخاصة رماها جانبا بازدراء وهو يقول «إني أعرف هذا النوع من السلاح ، فإن اثنين من طائفتك جاءا إلى هنا قبل مدة من الزمن فقد ما لي زوجين منها لكنني أبيت أخذهما ، فأي نفع فيهما لي؟ إني أريد مسدسات من هذا النوع وأخرج مسدسين جيدين من مسدسات مورتيمر المزدوجة ، لكنهما كان متآكلين من الاستعمال. ثم قال «فلو كان عندك من هذه لأخذتها منك ، لكن مسدساتك هذه عديمة الفائدة. والآن قل لي هل لديك أشياء أخرى؟ إن الأشياء التي أنا مغرم بها هي المسدسات والشال والستر مثل هذه» وأشار إلى سترته التي كانت من القماش القرمزي. «هل عندك شال كشميري مثل هذا؟ انظز» قال هذا وهو يشير إلى شال قديم مطرز بالفضة فوق رأسه. فقلت له ان السياح الذين يمرون من هنا في طريقهم إلى بغداد لا يكون عندهم مثل هذه الأشياء عادة. والحقيقة أنني لا أملك الآن سوى فراشي وملابسي الخاصة. فرد عليّ قائلا «لا شيء ، انظر هذا بعض ما أعطاني إياه الإفرنج الذين حدثتك عنهم» وأخرج سكينة «سپورت» من صنع إنكليزي .. ثم ابتدرني قائلا «حان وقت الصلاة ، يجب عليّ أن أصلي» وفرش السجادة على الأرض بجنبي وبدأ بصلاته (نماز).
وأخيرا انتهى منها والتفت إليّ. وكنت في هذه الأثناء قد أخرجت سكينا كبيرا كنت قد خصصته لاستعمالي أنا أثناء السفر ، فقدمته له باعتباره سلاحا ذا فائدة كبيرة في القتال والسلم ، وهو من أحسن مصنوعات إنكلترة. فتقبله بلطف وبشاشة ولاح لي أن أساريره قد تفتحت بعض الشيء ، لأنه أصبح ينكت ويمزح.
ثم تطرقنا إلى أحاديث كثيرة من هذا القبيل ، وقد توصلت منها إلى أن البك كان يعرض بالهدايا على الدوام. فقد أشار عدة مرات إلى ما كان قد