المناسب ؛ ولكن اليوم التالي ، آخر أيام الرحلة ، كان مزعجا : كانت السماء مكفهرة ، وكان هواء البحر البارد والعاصف يجعلني أتجمد على ظهر الهجان الذي كان يسير بسرعة دون أن أستحثه على المسير ، ووصلنا إلى الطور في ساعة مبكرة.
لقد وجدت ريس مركبنا جالسا في المقهى نفسه الذي تركته فيه عند المغادرة ، فهب واقفا أمامي بلطف ، ورحب بي بشهامة عربي من العرب الأوائل. وبينما هو يوجه إلي التهاني وعبارات المجاملة كان جمّالتنا يهربون بسرعة مع جمالهم التي ما كادت الأحمال تنزل عنها ، خوفا من أن يتم حجزها في الطور كما حدث في سيناء ، وعلى حين غرة كانوا في أعماق الصحراء.
ولما لم يعد لي ما أفعله في الطور ذهبت للنوم في المركب الذي انتظرنا بصبر في الميناء ثلاثة أيام أكثر مما كان مشترطا في العقد. وفي اليوم الثاني ، ومنذ الفجر نشرنا الأشرعة في الطريق إلى جدة.