الخاصة ، يتسابقون ، يتقابلون ، يتدافعون بأكتافهم ، أو إنهم يستقرون في المقاهي لمعالجة قضاياهم. إن بعض سكان جدة يقطعون أحجارا يزعمون أنها ثمينة ، مع أنها ذات قيمة ضيئلة ، منها من بين أخريات تلك التي يسمونها : حجر مكة ، وتسمى في الحجاز «العقيق» والتي ليست ، كما أعتقد ، إلّا ما يسمى العقيق الأحمر ؛ ويصنعون منها خواتم مطلية بطبقة من الفضة ، ليست متقنة الصنع ، ويصنعون منها أيضا سبحات تلقى رواجا كبيرا لدى الحجاج. ويصنعون أيضا سبحات من «اليسر» المتوافر بكثرة في البحر الأحمر ، والذي تستخرج أجود أنواعه قساوة ولمعانا من جنوب جدة.
تشتهر جدة بأنها مدينة مقدسة شأنها شأن مكة المكرمة والمدينة المنورة (١) ، وكل الذكور المولودين في أحضان جدة ، يحملون على وجوههم وشما يسمى «المشالي» (٢) ؛ وهي عبارة عن جروح عميقة تحدث في وجوه الأطفال عند ما يبلغون أربعين يوما ، وهي ثلاثة على كل وجنة ، واثنان على كل صدغ ، لتظل هذه المشالي مدى الحياة موجودة على وجوههم ، ولتكون لهم علامة توقير / ١٢٦ / لدى المؤمنين. إن هذه الندب المقدسة في العادات الإسلامية تجعل أولئك الذين يحملونها يحوزون بحملها قمة الشرف (٣).
__________________
ـ لكنهم دائما يعودون عليها ولا يستقر أحد منهم هنا». جاء في الحاشية : «البانيان : تعني في غرب الهند التجار أو الوكلاء الذين يشتغلون بالتجارة في البحر الأحمر أو الخليج العربي ، انظر : A glossary Judicial and Revemue Terms P. ٤٩ : Wilson
(١) هذا غير صحيح فجدة ليست مدينة مقدسة.
(٢) رسمها ديدييه M eschal ، ورسمها بوركهارت ، Meshale ، وكتبها مترجما رحلة بوركهارت «المشعلة» ، وكتبها د. نصر «عادة المشالي». انظر رحلات بوركهارت ... ، موثق سابقا ، ص ١٧٠ وكتاب الدكتور أحمد عبد الرحيم نصر ، موثق سابقا ، ص ٦٧.
(٣) انظر هذه الفقرة مترجمة في كتاب التراث الشعبي في أدب الرحلات ، موثق سابقا ، ص ٦٧ وقد ترجم من رحلات ديدييه فقرات لها علاقة بالتراث الشعبي في الحجاز ، ولكنه ترجم عن النص الإنكليزي الذي هو ترجمة لرحلة ديدييه ، وسنشير إلى الفقرات المترجمة في أماكنها من الرحلة ، قارن ترجمته بالأصل ـ