ذلك التصرف الحيواني ، عن ذلك الكيف (١) الذي لا يليق به هذا الاسم ، أن الإنسان يغط في نوم عميق. ونرى من خلال ما ذكرته أن الإنسان لا يستطيع ، مهما كانت قوة الإرادة لديه ، أن يستمر في ممارسة هذا النوع من الكيف أسبوعا كاملا. ولما كنت قد رأيت كل شيء في جدة ، فإنه لم يعد فيها ما يثير فضولي ، فتركت الاهتمام بالأشياء ، واتجهت نحو الناس ، وإليكم بعضا ممن / ١٤٧ / خالطتهم لقتل الوقت حتى يحين موعد مغادرتي إلى الطائف.
__________________
(١) أورد روبن بدول في كتابه : الرحالة الغربيون في الجزيرة العربية ، الترجمة العربية ، موثقة سابقا ، ص ٥٧ ، في الحديث عن رحلة بيرتون «... وقد استمتع بيرتون بجو الإسكندرية ، حيث وجد فيها ما يسميه العرب بالكيف ، فالرجل الشرقي يحب الخلود إلى الراحة والاستمتاع بالملذات الحيوانية ، وبناء القصور في الهواء ، وقد تجده جالسا تحت شجرة تفوح بالعطر مستمتعا باحتساء القهوة أو تدخين النارجيلة أو شرب الشربيت غير مكترث بما يدور حوله في الأمور التي تعكر صفو الحياة ، بينما الحياة الباردة في أوروبا تملي على الرجل الغربي أن يكون مفعما بالنشاط والحيوية».